غزة ــ رائد لافي
يعيش قطاع غزة حالياً على وقع الاستعدادات لمواجهة عدوان إسرائيلي، قد يتحدّد بعد انتهاء الأعياد اليهودية الأحد المقبل، ولهذه الغاية، بدأت فصائل المقاومة إعداد العدة العسكرية والإعلامية، متوعّدة الاحتلال بـ«جر أذيال الخيبة»


واصلت فصائل المقاومة الفلسطينية أمس الإعداد لمواجهة عدوان إسرائيلي مرتقب على قطاع غزة، بالتزامن مع استمرارها في إطلاق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية، في الوقت الذي طلبت فيه حكومة «حماس» من المقاومة وقف استهداف المعابر حفاظاً على الحركة التجارية.
وبرزت أمس أنباء عن خلافات داخل حركة «حماس» بين رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية ووزير الخارجية الأسبق محمود الزهار، الذي نفى ما أشيع عن تهديده بقتل هنية.
وقال الزهار، في بيان له، «ما يشاع عن خلافاتي مع هنية عبارة عن مجموعة من الأكاذيب تروّجها جهات معروفة، وكل ما يروّج من هذه الشائعات محض أكاذيب وافتراءات».
إلا أنه أضاف «لكن ذلك لا يمنع أن تكون هناك رؤى ووجهات نظر مختلفة داخل حركة حماس، وتكون لكل منا وجهة نظر يحاول أن يقنع بها الآخر، لكن في نهاية المطاف نحن نلتزم ما تقرره قيادة الحركة ومؤسساتها الشورية المختلفة».
وكان موقع إخباري مقرب من حركة «فتح» قد نشر تقريرا ًعن نشوب خلافات حادة وقعت بين الرجلين بلغت حدّ تهديد الزهار لهنية بالقتل بعدما تردّد أن الأخير وافق في اتصال هاتفي مع ولي العهد السعودي الأمير سلطان على الجلوس مع عباس في مكة.
في هذا الوقت، أعلنت «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لـــ «حماس»، أنها أعدت «خطة دفاع شاملة ستربك قوات الاحتلال وتزلزل أركان جيشها» في حال اجتياح القطاع. وقال المتحدث باسم الكتائب، أبو عبيدة، إنها أعلنت أقصى درجات الاستنفار في صفوفها لصد أي عدوان محتمل قد تشنّه قوات الاحتلال على القطاع. وأضاف «على المغفّل (رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود) أولمرت أن يستعدّ للمثول أمام لجنة فينوغراد الثانية بعد خروجه من قطاع غزة يجرُّ أذيال الخزي والهزيمة».
أما «ألوية الناصر صلاح الدين»، الذراع المسلحة للجان المقاومة الشعبية، فقد أعلنت إطلاق «حملة رسائل الموت» التي تتضمن إطلاق قذائف محلية تجاه المواقع والبلدات الإسرائيلية طيلة شهر رمضان. وقالت، في بيان لها، إنها قصفت في إطار هذه الحملة مواقع إسرائيلية محاذية لغزة بسبع قذائف.
وفي السياق، قالت مصادر محلية وشهود عيان إن الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت سيارة مدنية يستقلها مقاومان فلسطينيان، بصاروخ لم يصبها بشكل مباشر، ما مكّن المقاومين من القفز من السيارة ومغادرة المكان بعد إصابتهما بجروح بسيطة.
ودعا المتحدث باسم الحكومة المقالة طاهر النونو أمس فصائل المقاومة إلى «تجنّب قصف المعابر حفاظاً على مصلحة الشعب الفلسطيني، وحفاظاً على الحركة التجارية والأمن والاستقرار في القطاع، وخاصة في شهر رمضان».
داخلياً، جدّد رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية أمس تأكيده أن «الحل الوحيد للأزمة الفلسطينية الداخلية يكمن في الحوار والتفاهم على قاعدة أن كل القضايا والإشكالات قابلة للحل والنقاش»، مبدياً ترحيبه بكل المبادرات العربية لرأب الصدع الداخلي.
وأشار هنية، في تصريحات صحافية له، إلى استعداده للجلوس مع الرئيس محمود عباس في أي مكان للحوار والتفاهم وإعادة اللحمة للشعب الفلسطيني، وإنهاء حال الانقسام الراهنة في الساحة الفلسطينية. ورأى أن «مراهنة عباس على مؤتمر الخريف ستفضي الى سراب».
ورحب المتحدّث باسم «حماس» سامي أبو زهري بأي «دور روسي لتعزيز الحوار الفلسطيني الداخلي بما يقطع الطريق على جميع الأطراف الدولية الداعية لاستمرار حال التمزق الفلسطينية الداخلية».