أفادت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» أمس، نقلاً عن خبراء في أجهزة الاستخبارات الأميركيّة، أنّ تنظيم «القاعدة» يسعى إلى التمدّد عبر فرض سيطرته على عدد من «المجموعات الإسلامية الإرهابيّة» الإقليمية، وبالتالي يكون قد غيّر استراتيجيته ووسّع مجال تحرّكه وزادت قدراته على مهاجمة أهداف غربية.وأوضح الخبراء أنّ «الكلمة التي يمكن استعمالها» لوصف العلاقة المتوخّاة من جانب «القاعدة» مع تلك المجموعات هي «الاستيعاب لا مجرّد التشجيع»، ما يعني «اتخاذ القرار في اختيار الأهداف ونوع الاعتداءات والتمويل، أي كل الأمور التي تجعل الشراكة كاملة»، وذلك يتعارض مع التحليل الذي قدّمه خلال الفترة الأخيرة عدد من المسؤولين الأميركيين. وأضافت الصحيفة إنّ المسؤول الكبير السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي أيه»، بروس ريدل، يرى أنّ «القيادة المركزية» لـ«القاعدة» تسعى إلى ضم المئات، إن لم يكن الآلاف، بينهم الكثيرون من حملة جوازات السفر الأوروبية ولا يحتاجون إلى تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة.
وفي السياق، ذكرت صحيفة «صاندي تلغراف» البريطانيّة أنّ الرجل الثاني في «القاعدة»، أيمن الظواهري، حيّد زعيمه أسامة بن لادن وأحكم سيطرته على التنظيم، وأعاد بناء شبكة قادرة على شنّ هجمات إرهابية معقّدة في بريطانيا والولايات المتحدة.
ونسبت الصحيفة إلى مسؤولي استخبارات قولهم إنّ «بن لادن لم يترأّس أي اجتماع لمجلس شورى القاعدة منذ أكثر من سنتين»، مشيرةً إلى أنّ مصادر أمنية في واشنطن كشفت عن أنّ مسؤولي أجهزة الاستخبارات الغربية أُجبروا في الآونة الأخيرة على تصحيح نظرتهم بأن «القاعدة» استُنزف ولم يعد أكثر من مردّد الهتاف للمتطرفين.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ وكالات الاستخبارات البريطانية والأميركية تعتقد بأن شبكة من «الخلايا الإرهابية» المموّلة من «القاعدة» والخاضعة لسيطرته، تتّخذ من المناطق القبلية في باكستان مقراً لها، موضحةً أنّ مهمّة الظواهري صارت سهلة بسبب فشل الولايات المتحدة وحليفاتها في اعتقال أيّ زعيم بارز من «القاعدة» منذ قرابة 18 شهراً، وناقلةً عن ضابط استخبارات بريطاني سابق قوله إنّ «القاعدة تحت قيادة الظواهري رفّعت جيلاً جديداً من الزعماء إلى مناصب بارزة في مجلس شورى التنظيم تراوح عددهم بين 20 و30 زعيماً يتولّون الآن إدارة العمليات والتمويل وإصدار الفتاوى الدينية».
(يو بي آي، أ ف ب، رويترز)