غزة، رام الله ــ الأخبار
لا يزال باب التقارب الفلسطيني موصداً بقوة، رغم كثرة المبادرات والدعوات، التي تزيد تشبث الرئاسة الفلسطينية بالشروط التي وضعتها أمام «حماس» للعودة إلى جادة الحوار، وأولها التخلي عن القطاع ثم الاعتذار

جدّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس رفضه الحوار مع حركة «حماس» ما لم تغير الأوضاع التي أحدثتها في غزة، فيما أعلنت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين مبادرة للحوار الداخلي.
وقال عباس، خلال مؤتمر صحافي مع وزير خارجية الدانمارك بيرستينغ مولر في مقر الرئاسة في مدينة رام الله، إن «ما ارتكبته حماس جريمة وطنية وعملية انقلابية عسكرية، المسؤولون عنها في حماس من رئيس الوزراء المقال وغيره، الذين انقلبوا علىأنفسهم، وانقلبوا على الشرعية». وأضاف: «عندما يعترفون بأنهم انقلبوا على الشرعية، ويغيرون كل الأوضاع التي بدَّلوها، عند ذلك نقول إن لكل حادث حديثاً، أما في الوقت الحاضر فلا حوار معهم».
ورغم إغلاق عباس باب الحوار، طرحت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين أمس مبادرة لحلّ الأزمة الداخلية الفلسطينية تتضمّن حلاً من أربع نقاط كأساس لحوار جاد يهدف إلى إيجاد السبل للخروج من المأزق الحالي.
وقالت الجبهة، في بيان، إن «تكريس الوضع الحالي يفتح الأبواب مشرعة أمام شتى أشكال التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي الفلسطيني ويستحضر عهود الوصاية والاحتواء والإلحاق، ويغذي ادعاء إسرائيل بغياب الشريك الفلسطيني، ويوفر لها الذريعة لتصعيد عدوانها وللتنصل من استحقاقات الشرعية الدولية والتهرّب من متطلبات الحل».
ورأت الجبهة أن «الحل هو أولاً بالتراجع عن نتائج الحسم العسكري الذي نفذته حماس في قطاع غزة، وثانياً تشكيل حكومة انتقالية من شخصيات وطنية وبرئاسة شخصية مستقلة، وثالثاً تعديل قانون الانتخابات العامة باعتماد نظام التمثيل النسبي الكامل وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة، ورابعاً تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية».
من جهة ثانية، أعلنت حركة «الجهاد الإسلامي» في فلسطين رفضها طرح خيار «الكونفدرالية» مع الأردن، الذي قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أول من أمس إنه بات مطروحاً على طاولة البحث في واشنطن لحل القضية الفلسطينية.
وحذرت «الجهاد»، في بيان، من أن «التعاطي مع هذا الطرح يعدّ قبولاً بخطط فصل الضفة عن غزة»، متسائلة عن مغزى هذا الطرح الآن «في ظل حال الانقسام الراهنة والحصار والتصعيد العدواني الصهيوني». وطالبت الجميع بضرورة التصدي بكل قوة لإفشال هذا «المخطط الصهيو ـــــ أميركي الخطير، ليس عزوفاً عن الوحدة مع محيطنا العربي والإسلامي، بل لأن العدو الصهيوني هو المستفيد الوحيد من طرح هذا الخيار».
إلى ذلك، كشف جهاز الأمن الخاص في «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد»، عن عملية رصد أمنية أفضت إلى إلقاء القبض على أحد العملاء الفلسطينيين المتعاونين مع المخابرات الإسرائيلية.
وقال جهاز الأمن الخاص، في بيان، «إنه تمكّن من رصد أحد العملاء أثناء دخوله لمنطقة حدودية مع أراضي عام 48»، مشيراً إلى «أنه في اليوم التالي من عملية الرصد تمكن جهاز الأمن الخاص من رصد عملية عودة العميل لأراضي السلطة الفلسطينية من المنطقة ذاتها التي خرج منها إلى إسرائيل».
وبحسب البيان فقد «شوهد العميل وهو يرتدي زياً عسكرياً ويترجّل من جيب عسكري فيه جنود إسرائيليون، وقام العميل باستبدال ملابسه العسكرية بملابس أخرى مدنية والعودة إلى أراضي قطاع غزة من خلال تسلق الجدار الإلكتروني المحاذي للقطاع خلال وجود دورية إسرائيلية أخرى في المكان».
وأشار جهاز الأمن إلى أن «المجاهدين في جهاز الأمن الخاص في سرايا القدس رصدوا عملية دخول العميل إلى مناطقنا ونصبوا كميناً محكماً لاعتقاله والتحقيق معه»، مضيفاً أنه «بعد ساعات على اعتقاله اعترف العميل (ف. د) البالغ من العمر 37 عاماً بالتعامل مع المخابرات الإسرائيلية، وأنه أمضى ليلته في أحد المواقع العسكرية القريبة من غزة ولقاء أحد قادة المخابرات».