عشيّة تقديم استقالته من منصب رئيس الحكومة البريطانية، بات طوني بلير، موفداً دولياً خاصاً للجنة الرباعية إلى الشرق الأوسط، ولو أنّ الخبر لم يُعلَن رسمياً بعد.وللمرّة الأولى منذ اندلاع الاقتتال الداخلي الفلسطيني وسيطرة «حماس» على قطاع غزّة، وبعد يوم واحد من انعقاد قمّة شرم الشيخ التي جمعت زعماء السعودية ومصر وإسرائيل ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على طاولة واحدة، اجتمع موفدو القوى الدولية المشاركة في اللجنة الرباعية للشرق الأوسط أمس في القنصلية الأميركية في القدس الغربية، وسيطرت أنباء اتفاقهم على تسمية بلير موفداً دولياً للرباعية ليحل مكان الرئيس السابق للبنك الدولي جيمس ولفنسون، الذي سبق واستقال من منصبه في أيار 2006.
ورفض بلير، نفي أو تأكيد الخبر، غير أنه أبدى استعداده لـ«بذل ما يستطيع من أجل السلام». وقال، إثر لقائه مع حاكم ولاية كاليفورنيا الأميركية أرنولد شوارزنيغر أمس: «أعتقد أن أي شخص يكترث بالسلام والاستقرار في العالم يعرف أن السلام الشامل والدائم في القضية الفلسطينية ـــــ الإسرائيلية هو مسألة جوهرية».
وشارك في اجتماع الرباعية أمس ممثل المفوضية الأوروبية لعملية السلام مارك اوتي والموفد الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط سيرغي ياكوفليف، والممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة مايكل ويليامز، ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ولش، من دون أن يصدروا بياناً ختامياً.
وكانت قد سرت أنباء تؤكّد أن جزءاً كبيراً من الاجتماع خُصِّص لتحديد الدور الذي يمكن أن يؤديه بلير في «الرباعية»، وقال ولش، عقب المحادثات: «أعتقد أنكم ستسمعون المزيد من الرباعية خلال الساعات القليلة المقبلة». وذكر مساعدون للرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أنّ المسؤولين يؤيدان تعيين بلير مبعوثاً للجنة للرباعية، بينما رفضته حركة «حماس» بشدّة، ووصفه المتحدث باسمها، فوزي برهوم، بالشخصية غير المرغوب فيها كمبعوث للسلام، «لأنه أيّد إرهاب الاحتلال الصهيوني ومذابحه ضد الشعب الفلسطيني والأفغاني والعراقي».
أما حكومة الطوارئ الفلسطينية فقد استبقت إعلان القرار الرسمي، بإعلان رئيسها سلام فياض أن حكومته ستتعامل مع بلير «كإضافة مهمة لإطار التعامل الدولي مع الفلسطينيين من خلال اللجنة الرباعية وغيرها». ورأى أنه «يملك خبرة ومعرفة جيدتين بالواقع في المنطقة عندما كان راعياً لمؤتمر لندن حين وضع تصوراً لكيفية التعامل مع الملف الاقتصادي». غير أنّ المتحدث باسم مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى الشرق الأوسط بريندن فارما نفى تعيينه رسمياً عندما قال إنّ «أي إعلان محتمل في هذا الصدد لن يصدر إلا بعد رد الأطراف المعنية بالموضوع، وهي أطراف الرباعية».
وإلى جانب مسألة تعيين بلير، بحث المجتمعون طلباً جديداً من الرئيس محمود عباس لإدخال «لواء بدر» إلى الضفة الغربية في محاولة لتعزيز سيطرته على الأوضاع الأمنية. كما أكّدت واشنطن أن المجتمعين بحثوا تعيين مساعد لعباس لمعاونته في إنشاء «مؤسسات دولة» في المستقبل، والقيام بإصلاحات سياسية واقتصادية.