احتدم صراع النفوذ في واشنطن على خلفية طلب الرئيس الأميركي جورج بوش من الكونغرس تمويل القوات في العراق وأفغانستان، من دون وضع شروط. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» أمس عن رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي بيتر بايس قوله، في جلسة استماع أمام لجنة مجلس النواب الفرعية للمخصصات الدفاعية، إن «من المحتمل أن عدم إقرار التمويلات سيؤدي إلى تمديد فترةبقاء القوات التي تخدم وراء البحار»، موضحاً أنه «إذا تأخرت الأموال إلى ما بعد 15 أيار (المقبل)، فإن أعضاء في الأجهزة الأخرى لن يكونوا جاهزين للحلول مكانهم (القوات المنتشرة في العراق وأفغانستان)».وفي السياق، اتهم رئيس الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد الرئيس الأميركي بـ«تضليل الرأي العام» الأميركي في احتياجات تمويل الحرب على العراق، مشيراً إلى أن تقريراً، قدمته هيئة خدمات الأبحاث في الكونغرس إلى لجنة الميزانية في مجلس الشيوخ يوم الأربعاء الماضي، يؤكد أن لدى القوات الأميركية «اعتمادات مالية كافية حتى شهر تموز المقبل».
ويوضح التقرير ذاته إمكان استخدام الاعتمادات العادية المتوافرة في ميزانية الدفاع للعمليات العادية والحربية حتى نهاية شهر أيار المقبل، مع إمكان نقل أموال من حسابات مختلفة مخصصة للأغراض غير الحربية، بعد هذه الفترة. وقال ريد، في بيان، إن التقرير «يؤكد أن الرئيس (بوش) يستخدم أساليب مروعة لهزيمة مشروع القرار» الديموقراطي.
كذلك، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن رئيس الحملة الانتخابية لبوش في عام 2004 ماثيو دود قوله إنه «أخطأ في وضع ثقته في بوش»، مشيراً إلى أن السيناتور الديموقراطي جون كيري «كان محقاً وقتها في دعوته إلى سحب القوات من العراق». وقال دود إن بوش لا يزال يحكم بأسلوب «إما طريقتي أو لا شيء».
وفي بغداد، قال رئيس «هيئة اجتثاث البعث» أحمد الجلبي إن المرجع آية الله علي السيستاني «أكد أن مشروع قانون المساءلة والعدالة، الذي قدمه (الرئيس العراقي جلال) الطالباني و(رئيس الوزراء نوري) المالكي والخاص باجتثاث البعث، ليس المشروع النهائي، بل توجد هناك مشاريع أخرى». وأضاف الجلبي، في مؤتمر صحافي عقده في مدينة النجف أمس بعد زيارته السيستاني، أن الأخير «بارك التقدم الحاصل في خطة فرض القانون، ومنها إعادة المساجد في مناطق متفرقة من العاصمة».
في هذا الوقت، أرسلت وزارة الخارجية الإيرانية مذكرة إلى السفارة البريطانية في طهران احتجت فيها على «اقتحام القوات البريطانية مقارّ تابعة لقنصليتها، وما تلاه من إطلاق نار» في مدينة البصرة. ودعت المذكرة البريطانيين إلى «احترام القانون الدولي الخاص بالبعثات الدبلوماسية».
ميدانياً، أعلن الاحتلال البريطاني مقتل أحد جنوده وإصابة اثنين آخرين في هجومين منفصلين في البصرة.
ولقي نحو 20 عراقياً وأُصيب نحو 50 بجروح في هجمات متفرقة في اليومين الماضيين.
إلى ذلك، أظهرت نتائج استطلاع للرأي، أجرته مجلة «نيوزويك»، أن 57 في المئة من الأميركيين يؤيدون تحديد جدول زمني لانسحاب القوات من العراق.
(أ ب، أ ف ب، د ب أ،
رويترز، يو بي آي)