strong>رام الله ــ سامي سعيد
أصيب عشرة فلسطينيين أمس بالرصاص والغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات اندلعت بين قوات الاحتلال الإسرائيلي ومواطنين من حلحول شمال الخليل في الضفة الغربية، بعد هدم منزل في البلدة، فيما واصل مستوطنون إسرائيليون احتلال منزل فلسطيني في الخليل، بذريعة تملّكه.
وقال شهود عيان لـ“الأخبار” إن المواجهات بين المواطنين وقوات الاحتلال اندلعت عندما قامت قوات إسرائيلية بهدم منزل أحد الفلسطينيين في منطقة “الرموز” شمال شرق البلدة، بدعوى عدم الترخيص. وأضاف الشهود أن عشرات الفلسطينيين من أهالي البلدة اشتبكوا مع قوات الاحتلال ورشقوها بالحجارة والزجاجات، في محاولة لمنع الجرافات العسكرية الإسرائيلية من هدم منزل المواطن إبراهيم حسونة.
وأكد الشهود أنفسهم أن قوات الاحتلال أطلقت وابلاً من الرصاص الحي والمغلّف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع، في مواجهة المواطنين الغاضبين، قبل أن تنسحب من المنطقة بعد الانتهاء من عملية الهدم.
في هذا الوقت، واصل نحو مئتي مستوطن إسرائيلي أمس احتلال منزل فلسطيني بالقرب من الخليل. وحاصرت قوات كبيرة من الشرطة والجيش المبنى المؤلف من ثلاث طبقات، والواقع على طريق تربط الخليل بمستوطنة “كريات أربع” في جنوب الضفة الغربية.
وأعلن متحدث باسم الشرطة أن “قوات من الجيش والشرطة تحاصر المبنى بانتظار انتهاء عمليات التحقق من أوراق ملكية هؤلاء المستوطنين”. وقال: “إذا كان المنزل قد تم شراؤه بصورة قانونية، فإن شاغليه سيمكنهم البقاء، لكن إذا لم يكن معهم كل الأوراق اللازمة فسيتم طردهم”.
وبحسب نعوم أرنون، أحد ممثلي مستوطني الخليل، فإن “المنزل تم شراؤه بمبلغ 700 ألف دولار بشكل قانوني بوساطة شركة عقارية مقرها في الأردن”. وأضاف: “نأمل أن تقطنه قريباً عشر أسر” يهودية، مشيراً إلى أن “المبنى كان خالياً” حين وصل المستوطنون وأقاموا فيه.
من جهته، أكد الفلسطيني فائز رجبي أنه مالك المبنى وأن لديه كل الوثائق التي تثبت ملكيته. وقال: “لقد اشتريت هذا المنزل قبل 15 عاماً ولم أبعه لأي أحد. وكاذب كل من يقول العكس”.
واحتجت حركة “السلام الآن” المناهضة للاستيطان على تحرك المستوطنين، ودعت في بيان، وزير الدفاع الإسرائيلي عامير بيرتس إلى إصدار أمر بالإخلاء الفوري للمنزل قبل أن “يسبب هذا الاستفزاز في انفجار العنف في الخليل”.
وزار عضو الكنيست عتنيئيل شنلر (كديما)، المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت المبنى المحتل، و“رحب” بفكرة الاستيطان اليهودي في المدينة، مشيراً إلى أنها تتماشى مع موقف حزب “كديما”.
وقال شنلر إنه ينطلق من فرضية أن امتلاك المبنى كان قانونياً، وأن هذه العملية تناسب خطة الكتل الاستيطانية الخاصة “كديما”، حيث إن موقع البناء يخلق تواصلاً بين مستوطنة “كريات أربع” والاستيطان في قلب الخليل.
وقال نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز إن وجود مستوطنين يهود داخل مدينة الخليل خلق “موقفاً لا يحتمل” لإسرائيل والفلسطينيين. وأضاف أنه يجب طرد المستوطنين إذا كانوا قد تصرفوا بطريقة غير قانونية، لكنه شدد على وجود حاجة إلى التوصل لحل في كل الأحوال للمشكلة في الخليل.
ودعا العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي طلب الصانع إلى “مقاطعة إسرائيل مثل جنوب أفريقيا في سنوات الأبرتهايد (نظام الفصل العنصري)”. وأضاف أن “تدخّل شنلر هو الدليل على أن الحديث هنا ليس عن رعاع، بل عن عملية بمساندة الحكومة، لذلك فإن من يشكل خطراً على الاستقرار ليسوا الضحايا الفلسطينيين بل حكومة إسرائيل”.