المالكي طالب «جيش المهدي» بتسليم سلاحه تحت طائلة مهاجمته
خيّم الهدوء على وسط بغداد أمس غداة الاشتباكات العنيفة التي دارت بين المسلحين والقوات العراقية المدعومة من الاحتلال، لتخرج إلى الواجهة دعوة المرجعية الشيعية في النجف إلى نزع سلاح الجماعات المسلحة وحصر السلاح بيد الدولة من دون تمييز بين هذه الجماعات، فيما تستعد الحكومة العراقية لتنفيذ خطة أمنية جديدة في بغداد.
وأعلن مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي أنه أطلع المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني على الوضع الأمني في العراق وبصفة خاصة في بغداد، خلال اجتماع في مدينة النجف أمس.
وقال الربيعي للصحافيين، في ختام اللقاء، إن السيستاني «أوصى بالتشدد في تطبيق القانون على الجميع من دون تفرقة على أساس هوية المواطن والتعامل مع الجميع بالتساوي، كما أكد حصر السلاح بيد الدولة فقط ونزعه من غير المرخص لهم»، فيما امتنع عن الرد على سؤال عما إذا بُحثت مسألة حلّ «جيش المهدي»، الذي يتزعمه مقتدى الصدر، مع المرجع الشيعي، علماً بأن السيستاني والصدر التقيا الأحد الماضي، للمرة الأولى منذ أكثر من عام.
وأشار مستشار الأمن الوطني إلى أن «القضية الأساسية»، التي أكد عليها السيستاني، هي «إعادة المهجرين وحماية أماكنهم».
ورداً على سؤال عن الحصول على ضوء أخضر من السيستاني لتنفيذ خطة بغداد الأمنية، أجاب الربيعي بأن «السيد لا يتدخل في التفاصيل».
في غضون ذلك، كشف مسؤول عراقي مقرب من رئيس الوزراء نوري المالكي، أن هذا الأخير طلب من «جيش المهدي» نزع سلاحه، وإلا فسيتعرض لهجوم من القوات العراقية بدعم أميركي.
وقال المسؤول، الذي رفض الكشف عن هويته، إن من الأرجح أن تقوم قوة كردية من شمال العراق بمهمة دخول مدينة الصدر شرقي بغداد لنزع سلاح «جيش المهدي»، وخصوصاً مع توقّع رفض معظم أفراد الجيش العراقي، الذي يؤلف الشيعة نحو 80 في المئة منه، مواجهة «جيش المهدي».
من ناحية أخرى، دعا الرئيس العراقي جلال طالباني أمس إلى «التريث» في تنفيذ أحكام الإعدام بحق برزان إبراهيم الحسن التكريتي، الأخ غير الشقيق للرئيس العراقي السابق صدام حسين والرئيس السابق للمخابرات، ورئيس محكمة الثورة في النظام السابق عواد البندر، نظراً لما وصفها بـ«الأوضاع الحالية غير الملائمة».
وقال طالباني، من جهة أخرى، إنه سيزور سوريا قريباً لمناقشة مسائل تتعلق بالأمن وحث دمشق على وقف تدفق المسلحين عبر الحدود إلى العراق.
وتظاهر حوالى خمسة آلاف شخص في مدينة الحلة ذات الغالبية الشيعية أمس، «استنكاراً» لمواقف الدول العربية إزاء إعدام صدام.
ميدانياً، قتل ثمانية عراقيين وأصيب آخرون في هجمات متفرقة طالت العمارة وبعقوبة والفلوجة والمحمودية أمس، فيما عثرت الشرطة على تسع جثث مجهولة الهوية في بغداد وجنوبها.
وأفادت مصادر أمنية بأن عشرة حجاج من الشيعة قتلوا وأصيب 15 آخرون عندما أطلق مسلحون في منطقة النخيب (الأنبار) النار على حافلة كانت تقلهم في طريق العودة من السعودية مساء أمس.
وأعلن الجيش الأميركي مقتل أربعة من جنوده خلال عمليات شمال شرق بغداد وغربها أول من أمس.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ب)