القاهرة ــ خالد محمود رمضان
بدأ رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية خالد مشعل مساء أول من أمس زيارة مفاجئة إلى القاهرة، لم يسبق الإعلان عنها، في محاولة لترطيب الأجواء بين “حماس” والسلطات المصرية من جهة، ولمناقشة ملف صفقة تبادل الأسرى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وتأليف الحكومة الفلسطينية الجديدة من جهة أخرى.
وقال مرافقون لمشعل، لـ“الأخبار”، إنه سيلتقي الرئيس المصري حسني مبارك لوضعه في صورة موقف “حماس” من مجمل التطورات الراهنة على الساحة الفلسطينية الداخلية.
وأوضح ديبلوماسي مصري أن لدى القاهرة رسالة واضحة ومحددة إلى “حماس”، مفادها أنه من الضروري عدم إعطاء إسرائيل أية ذريعة للتصعيد فى الأراضي الفلسطينية المحتلة واستهداف كوادر “حماس”، مشيراً إلى أنه يتعين على الحركة أن تتعامل بـ“براغماتية” أكثر مع البعدين الإقليمي والدولي للقضية الفلسطينية.
وقال الديبلوماسي، الذي طلب من “الأخبار” عدم تعريفه، “لم نطلب من حماس تقديم أي تنازلات، فقط طالبناها بأن تتفهم طبيعة المشاكل التي تحيط بها، وأن تعيد حساباتها على هذا الأساس”. وأشار إلى أن “هناك اتفاقاً بين القاهرة وحماس على حتمية دعم الوحدة الوطنية الفلسطينية وعدم السماح بحدوث انشقاقات في الصف الفلسطيني”، معرباً عن “أمله في أن يتم قريباً عقد لقاء برعاية مصرية بين حركتي فتح وحماس”.
وأجرى مشعل أمس محادثات غير معلنة مع رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان، تناولت تطورات الأوضاع الفلسطينية على الساحتين الداخلية والخارجية.
وقال ممثل “حماس” في لبنان، أسامة حمدان، الذي يرافق مشعل، إن “مباحثاته مع كبار المسؤولين المصريين ستتركز حول إنهاء الخلافات التي تحول دون تأليف حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية ومناقشة المبادرة المصرية الخاصة بمبادلة الجندي الإسرائيلى الأسير جلعاد شاليط”.
ووضع حمدان زيارة مشعل إلى القاهرة في إطار “الجهود المصرية التي تستهدف إنهاء الجدل الدائر حالياً بشأن تأليف حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وأيضاً توحيد الصف الفلسطيني لمواجهة التحديات التي تحيط بالقضية الفلسطينية، وعلى رأسها الجمود الذي تشهده عملية السلام حالياً”.
وأوضح مرافقون لمشعل أن الحديث في ما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى يتركز على الإفراج عن 1400 أسير فلسطيني على ثلاث دفعات، بينهم 400 طفل وامرأة، في مقابل إطلاق شاليط.
ومن دمشق، قال مساعد رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، موسى أبو مرزوق، إن زيارة مشعل إلى القاهرة ستتناول بشكل أساسي تطورات قضية الأسير الإسرائيلي والإشكالات التي طرأت على حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية. وأضاف ان مشعل سيعقد لقاءات مع مسؤولين مصريين فقط، ولن يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ورأى مصدر سياسي إسرائيلي أن زيارة مشعل إلى مصر “خطوة مهمة” في اتجاه إطلاق شاليط. وقال، لوكالة “يونايتد برس انترناشونال”، إن “مشعل هو المفتاح لحل موضوع شاليط”.
ورغم ذلك، قال المصدر الإسرائيلي إنه “يجب عدم المبالغة في التفاؤل” بأن يتم خلال لقاءات وفد قيادة “حماس” مع المسؤولين المصريين التوصل إلى صفقة تبادل أسرى. وأضاف “اننا نتفهم التفاؤل الكبير حول زيارة مشعل للقاهرة، وخصوصاً من جانب المصريين، فهم الذين يتوسطون في هذه الصفقة، لكننا لا نرى أي تغير في مواقف مشعل”.
وكان من المقرر أن يزور مشعل القاهرة فى شهر تشرين الأول الماضي، غير أن الزيارة تأجلت وسط تكهنات بوجود ضغوط مصرية مكثفة على “حماس” لحثها على قبول العرض المصري المطروح للانتهاء من صفقة تبادل الأسرى بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.
وكان وفد لـ“حماس”، رأسه عضو المكتب السياسي للحركة عماد العلمي، قد أجرى محادثات في القاهرة الشهر الماضي بشأن صفقة التبادل.