غزة ــ رائد لافي
شهيدان فلسطينيان جديدان... وصواريخ على سديروت

لاحت أمس بوادر انهيار “تهدئة الصواريخ” الفلسطينية، بعد استبعاد سلطات الاحتلال الضفة الغربية من اتفاق الهدنة، في خطوة ترجمتها على الأرض باغتيال فلسطينيين واعتقال 20 آخرين، وردت عليها “كتائب شهداء الأقصى” من قطاع غزة بإطلاق صاروخين باتجاه مدينة سديروت، فيما أعلنت حركة الجهاد الإسلامي معارضتها للاتفاق وطالبت باقي الفصائل بعدم الالتزام به.
واغتالت قوات الاحتلال أمس أحد القادة الميدانيين لـ“ألوية الناصر صلاح الدين”، الذراع العسكرية لـ“لجان المقاومة الشعبية”، وامرأة في بلدة قباطية في الضفة الغربية.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن وحدة كانت تقوم بعملية في قباطية أطلقت النار على فلسطيني مسلح وأردته. وتابع إن “الجنود رصدوا بعد ذلك شخصاً كان يلوذ بالفرار بعدما أخذ سلاح الفلسطيني، ففتح الجنود النار باتجاهه. وبعيد ذلك تبين أن الشخص هو امرأة”.
ووصفت “ألوية الناصر صلاح الدين” اغتيال عبد الرزاق بكر (22 عاماً) والمسنة فاطمة نزال (55 عاماً) بأنه “أولى بشائر التهدئة”. وتوعّدت بأن “لا تمر هذه الجريمة من دون عقاب ورد يشفي الله به صدور قوم مؤمنين”.
وقالت الألوية إن اغتيال بكر ونزال “سيوضع على طاولة الإجماع الوطني للخروج برد مناسب”، في إشارة ضمنية إلى نيتها الامتناع عن الرد بهجمات صاروخية وخرق التهدئة، التي تعهدت باحترامها.
وفي جنين، طالب القيادي في حركة الجهاد الاسلامي، الشيخ محمود السعدي، الفصائل الفلسطينية «برفض التهدئة الحالية ما لم تشمل مدن الضفة الغربية».
وحذر السعدي من احتمال قيام “الحركة بتنفيذ عمليات استشهادية في عمق الكيان الصهيوني انطلاقاً من مدن الضفة الغربية” في حال لم تشملها التهدئة.
كما حذرت “كتائب عز الدين القسام”، الذراع العسكرية لحركة “حماس”، من أنه إذا لم تشمل التهدئة الضفة فإنها ستنهار، معلنة رفضها الفصل بين الضفة والقطاع في اطار “اتفاق التهدئة المؤقتة”.
غير أن مصدراً عسكرياً إسرائيلياً في قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي قال إن «الهدنة لا تشمل الضفة». وأوضح أن «التعديل الوحيد على الأوامر والتعليمات للجيش الاسرائيلي تتعلق بوقف عمليات القتل المستهدف».
وفي إطار موقف «الجهاد الإسلامي»، أعلن الأمين العام للحركة، رمضان عبد الله شلح، «التحفّظ على التهدئة». وبرر ذلك بالقول: «نحن في السابق كنا جزءاً من التهدئة التي
أعلنت في اتفاق القاهرة، ولكن العدو كان يتعامل مع الجهاد الاسلامي بأنها خارج التهدئة ويصر على استهدافها، ومن واقع هذه التجربة السابقة نعلن تحفظنا، لأن التهدئة جزئية في قطاع غزة فقط، فيما يجب أن تكون شاملة في الضفة والقطاع».
ورداً على العدوان في الضفة الغربية، أعلنت «كتائب شهداء الأقصى»، التابعة لحركة «فتح»، أن إحدى مجموعاتها أطلقت من قطاع غزة صاروخين محليي الصنع تجاه سديروت.
وقالت الكتائب، في بيان، إن اطلاق الصاروخين يأتي رداً على استشهاد فلسطينيين في الضفة الغربية. وأضاف: «نؤكد عدم التزامنا بوقف اطلاق الصواريخ والاحتلال مستمر في القتل والاعتقال وبناء الجدار واستمرار الحصار الاقتصادي والسياسي واغلاق المعابر».
ودعت «كتائب الاقصى» الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى «إعطاء الاوامر العاجلة للقوات المنتشرة على الحدود لتتصدى للاحتلال، وليس لمجاهدينا الابطال، ولن نقبل بأن يختزل جيشنا العظيم بحماية الصهاينة».
أما رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية فشدد من جهته على ضرورة “وقف الاعتداءات الإسرائيلية في كل المناطق الفلسطينية”، مشيراً إلى أن أدنى الحقوق الفلسطينية هو إقامة دولة في حدود 1967 وعودة اللاجئين. وقال هنية، للصحافيين: “لا يصح استمرار الاغتيالات في الضفة الغربية حتى نضمن استمرار المناخات التي وفرناها فلسطينياً خلال اليومين الماضيين”.
وقال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية، غازي حمد، إن “الهدنة انطلقت من موقف قوي وليس من موقف ضعف، وهي عكست قراراً موحداً”، مضيفاً إن اسرائيل “لن تنجح في خيارها العسكري بوقف ضرب الصواريخ لذلك هي اضطرت في نهاية المطاف الى تسوية”.
إلى ذلك، شيّع الفلسطينيون في خان يونس جثمان الناشط في سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة “الجهاد الاسلامي”، يحيى القصاص (25 عاماً)، الذي استشهد أمس متأثراً بجروح أصيب بها قبل نحو شهر.