مقديشو ــ الأخبار
تستعد الولايات المتحدة لطرح مشروع قرار على مجلس الأمن الدولي، هذا الأسبوع، يسمح بنشر المئات من قوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال، في خطوة حذرت «المجموعة الدولية للأزمات» من أنها يمكن أن تجرّ الصومال إلى حرب شاملة.
وبينما تدعم الحكومة الانتقالية فكرة نشر قوات حفظ سلام من أوغندا والسودان ضمن خطة عمل أقرّها الاتحاد الأفريقي ومنظمة دول «الإيغاد»، فإن «المحاكم الإسلامية» وشركاء إقليميين آخرين مثل جيبوتي وأريتريا بالإضافة إلى الجامعة العربية، تطالب في المقابل، بعدم جلب قوات أجنبية قبل أن يتم التوصل إلى صيغة نهائية لتحقيق السلام في هذا البلد الذي لا يزال من دون حكومة مركزية وفعالة منذ نحو 16 عاماًوقالت مصادر دبلوماسية عربية إنه سيكون من الأفضل أن تمتنع الإدارة الأميركية عن طرح هذا المشروع الذي يواجه معارضة شديدة للغاية من «المحاكم الإسلامية» التي هدد مسؤولوها أخيراً بإعلان الجهاد ضد هذه القوات.
وتسعى واشنطن وأديس أبابا إلى إقناع مجلس الأمن بإنهاء الحظر الذي يفرضه منذ عام 1992 على تصدير الأسلحة إلى الصومال، تمهيداً لنشر هذه القوات، لكن المحاكم الإسلامية تقول فى المقابل: إن هذه الخطة تستهدف تكريس التواجد العسكري لأثيوبيا في البلاد.
وحذر بيان لـ«مجموعة الأزمات الدولية»، من مقرها فى بروكسل، من أن «مشروع القرار يمكن أن يؤدي إلى نشوب حرب شاملة في كامل أنحاء الصومال وزعزعة استقرار مجمل القرن الأفريقي من خلال تسعير نزاع الجارتين أثيوبيا وأريتريا».
وفي هذا السياق (أ ف ب)، أعلن الإسلاميون الصوماليون أمس أنهم مستعدون «لاستضافة مقاتلين» من العالم بأسره في حال تبني مجلس الأمن مشروع القرار الأميركي.
وقال مسؤول الأمن في المجلس الإسلامي الأعلى في الصومال، يوسف محمد سياد، أثناء تجمع في مقديشو أمس، «إذا تمّّ رفع الحظر على الأسلحة الى الصومال، فسندعو كافة الإسلاميين في العالم بأسره وسيقاتلون الى جانبنا».
ووقع أمس تبادل للقصف بين القوات الأثيوبية ومسلحي «المحاكم الإسلامية» في بلدة بانديرادلي الاستراتيجية شمالي مقديشو.
وأعلن رئيس المجلس التنفيذي للمحاكم، الشيخ شريف شيخ أحمد، أن القوات الاثيوبية بدأت قصف البلدة بالصواريخ والقذائف المدفعية فجر أمس، مشيراً إلى أنها تحاول تطويق المنطقة التي يتمركز فيها مقاتلوه.
وتعهّد شيخ أحمد بـ«المقاومة وسحق المعتدين». وقال «إننا لن نستسلم أبداً، إننا متمسكون بمواقعنا وسنقاتل حتى الموت».
يشار إلى أن رئيس الوزراء الأثيوبي مليس زيناوي كان قد ألمح، قبل يومين، إلى رفض الاتحاد الأوروبي والإدارة الأميركية منحه موافقتهما على شن حرب ضد الميلشيات المسلحة التابعة لتنظيم «المحاكم» في الصومال.
وأقرّ زيناوي للمرة الأولى بأن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حثّا أثيوبيا على ضبط النفس بدلاً من الدخول في قتال مع اتحاد المحاكم الإسلامية. وقال، في تصريحات لوسائل الإعلام الأجنبية، في أديس أبابا، «إنهم يشعرون بأننا يجب أن نتحلى بضبط النفس، وإذا لم نفعل فهذا سيأتي بنتائج عكسية».