حيفا ـــ فراس خطيب
دفعت الخسارة في لبنان الجيش الإسرائيلي الى العمل على إضافة التكنولوجيا لتحل مكان «المقاتلين الإسرائيليين»، وهو الأمر الذي دعمه نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز بشكل علني، في أعقاب العدوان الأخير، وخاصة في ظل الحديث عن «غزة نموذج لبنان».
في المقابل، يلاقي «الاعتماد المبالغ فيه على التكنولوجيا في الجيش» معارضة المراقبين العسكريين وضباط الاحتياط الاسرائيليين الذين انتقدوا بعد حرب لبنان الثانية «إهمال القيمة الحقيقية للقتال».
ولم تمنع هذه الحرب ظهور «الصرعة الجديدة» في وحدة الجيش النخبوية «يهلوم» التابعة لسلاح الهندسة الإسرائيلي، وهي عبارة عن روبوت اسرائيلي لـ«اعتقال المطلوبين» عن طريق جهاز تحكم عن بعد. ويأتي هذا الروبوت على اشكال عديدة وأحجام مختلفة، ويقسم إلى أنواع منها من يحمل الكاميرا لـ«جمع المعلومات عن الهدف»، وجزء آخر منها يأتي مسلحاً أيضاً لـ«تصفية الهدف» ومنها من أعد خصيصاً للأنفاق. ويطلق الجيش على كل روبوت اسماً وعادة ما يكون الاسم أنثوياً.
يقف مشغّل الروبوت، وهو جندي إسرائيلي من وحدة النخبة، بعيداً عنه، حاملاً جهاز التحكم عن بعد. ويعمل الروبوت بأمر منه. وعلى كل روبوت ذراع طويلة «تتمتع بتقنيات وجودة عاليتين»، كما يقول أحد ضباط هذه الوحدة النخبوية، مشيراً إلى أنّ «هذه الذراع تمكّن الجيش من فعل ما يشاء». كما أن الروبوت «يستطيع عن طريق تقنيات وتكنولوجيات مركبة، أن يصل بيت المطلوب وأن يتناول المفتاح الواقع على الأرض ويفتح الباب».
يذكر أن التقنية الجديدة أعّدت للقيام بعمليات «اعتقال» في المناطق المحتلة الفلسطينية، بحيث يرسل ضابط الوحدة الروبوت مكان الجندي. ويكون الروبوت مراقباً ويصل إلى المكان المحدد، يصور «المطلوب» ويتحدث اليه عن طريق ميكروفون معلق في أعلاه.
وأشار ضابط في سلاح الهندسة إلى أنَّ الروبوت «يستطيع أيضاً اطلاق النار على المطلوب عند الحاجة»، موضحاً أنّ «المطلوبين يلقون النار باتجاه الروبوت ولا يعرفون أين نحن».
حتى الآن، لم يتم احراز نتائج تذكر نتيجة أجهزة كهذه، وبالتأكيد ليس في لبنان، رغم أن الجيش الاسرائيلي «لا يزال يدرس الأنفاق التابعة لحزب الله»، حسبما قال قائد في وحدة «يهلوم».
وفي شأن غزة، رأت أوساط في الجيش الاسرائيلي وجهاز الاستخبارات الاسرائيلي العام أنّ أنفاق «غزة تتطور يومياً وفيها خطوط كهرباء وأجهزة اتصالات»، مشيرة إلى اتباع الفلسطينيين «نموذج حزب الله في الأنفاق». ويسعى الجيش الاسرائيلي أيضاً إلى تطوير هذه الآلية الجديدة من أجل التأقلم مع وضعية «الأنفاق المتطورة». ووصف ضابط في سلاح الهندسة أن دخول الجندي الاسرائيلي إلى أحد الأنفاق أمر «مخيف وقد فقدنا الكثير من الأعزاء علينا في الأنفاق». وكان الفلسطينييون قتلوا أخيرا جنديين اسرائيليين على مقربة من أحد الانفاق.
يذكر أنَّ بيريز هو أحد المروجين لإدخال التقنيات التكنولوجية إلى الجيش الاسرائيلي بعد الخسارة التي لحقت به في لبنان امام المقاومة. وكان نائب رئيس الوزراء أشار، في مقابلة مع «يديعوت أحرونوت» قبل فترة وجيزة، إلى وجوب إحداث «انقلاب» في الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن وتغيير «الرؤية العسكرية»، قائلاً «ليس من المعقول أن تقوم طائرة حربية اسرائيلية يصل ثمنها إلى عشرات ملايين الدولارات وتلاحق من السماء ثلاثة مخربين يحملون كاتيوشا ثمنها عشرات الدولارات».
واقترح بيريز أن يبدأ الاسرائيليون بـ«تطوير أسلحة جديدة وأصلية غير معروفة، عن طريق استغلال التكنولوجيا لتطوير أجزاء صغيرة (نانو تكنولوجيا)». وتساءل «لماذا علينا أن نرسل جندياً اسرائيلياً الى ساحة مواجهات خطيرة وقاتلة أمام مخربين في وقت يمكن فيه أن نرسل روبوت مجهزاً بعيون الكترونية؟»، مشيراً إلى أن «هناك أرضية خصبة لتطوير هذا النوع من التكنولوجيا وهناك أيضاً من يريد أن يستثمر لإنجاح هذا المشروع».