ترجمة: أليس يوسف
1 ــ هجرة النجوم
لم تكن النجوم ثابتة يوماً في هذا البلد
قد تحلق كلّها بسهولة وبدفعة واحدة إلى مناطق تكون فيها السعادة أقل خطراً
وهذا بالضبط ما حدث واقعياً، هكذا تسير الحياة بما يمكنه أن يحلّق بعيداً
قد يتوقف جريان الماء
قد يختفي المنزل والحقل ببساطة
لأن جداراً حلّ مكانهما وحجب الأفق

أنجي أفلاطون ــــ «تحية إلى الفدائيين» (زيت على كانفاس ــــ 80 × 60 سنتم ــــ 1970)


هنا، شبّ منزل خرساني وسرعان ما تبعته الآلاف
العيش هنا كالتخييم على فوهة بركان
جاهز للانفجار
في الليل، تدفّقت الحمم البركانية
وجابت الذئاب المنطقة بأسنان مسنونة

أما النساء، فقمن برشق الحجارة التي ربطنها بعقد مناديلهن
وعلقن الخرز الأزرق والصلبان الصغيرة حول رقاب الأطفال
وكان عدد الأطفال يزيد يوماً بعد يوم
قل، هل سمعت صوت اقتلاع شجرة زيتون؟
هل سمعت يوماً صوت رصاصة تصيب رجلاً بين عينيه؟ 
شعلة النار
ولدت
في هذا الانفجار
عندما تغيّر اسم بلدي

ولدت
في هذا الوقت الزلزالي
الذي اجتاح
اسم والدي
وجدّي

2 ــ الأرض
ما زالت تهزّ
وفترة السجن تطول
أطول فأطول

نشأت
على فوهة بركان
في أرض لا تعرف المغفرة
أرض اختارها
إله ظهر
من بين شجيرة محترقة
تثور في قاعدتها الدماء
لتضيء الليالي الموحشة

كم من الوقت
تقدر الأجساد والأرواح
أن تبقى صامدة
أما لهيب شعلة النار؟

3 ـــ تضحية
لماذا يجب عليّ أن أدفع
ثمن التضحية؟ يسأل
طفل شعب الفلاحين
الفدائيين والتجار
الطفل الذي لم يحلم بالنوم
بعيداً عن منزله
وهو منيع عن دعوة
البحر
يعيش حياة تحمله في ظلّها
يسير تحت تهديد السلاح
سلاح حمله قنّاصة وأطفال في العشرين من عمرهم
سُخروا حتى الموت
في حين تركوا الرجال بشعرهم النازل خصلتين عن الجوانب
والمؤمنين في عودة الله -والابن-
المصلوب على الصليب
للتهليل.  

4 ــــ الهِبة
إضراب عن الطعام لليوم الأربعين
أجسادكم ترفرف إلى السقف
من الغرفة أرى إيماءاتكم البطيئة
العظام الصغيرة في المفاصل
أيديكم
أعينكم حين يطلع الليل
يجب أن أتجاوز الألم مرة ثانية
أستمع إلى قلبك الذي يقرع
بشكل أضعف وأضعف في صدرك كل مرة
كأنه شاهد هذا الجنون
الجسد يلتهم نفسه
هِبة أخيرة مقابل الحرية

ينبح من حولك
السجّانون وكلابهم
تمرّ حياتك كتضحية
أمام حلمهم الأحمق بالانتصار

نفّذ 1700 أسير فلسطيني، في حزيران (يونيو) 2017، إضراباً عن الطعام من أجل الحصول على أبسط حقوقهم الأساسية- استمر الإضراب لمدة 40 يوماً.

5 ــــ بدون حساب
لن أقول بأي حال من الأحوال
ليكن!
أو أن أبلغكم بخالص تمنياتي
بشمس مجيدة
تتألق إلى الأبد
في بيت يورك

أود أن أتأرجح على الشرفة
ولكني أستمر في الطحن:
حجر على حجر في هذه اللغة
لأحفظ نار المخيم مشتعلة

أردت أن تنفني
ولكني أسكن التلال
غنائي يملأ لياليكم
كيف يمكنكم النوم بهدوء شديد في سرير الجهل؟
فليكن!
كلمة لن أقولها أبداً.

ليّنين

فلنكن ناعمين،
ليّنين
كبطن حمامة
في ذراعي
طفل
في غزة

هنالك حنان يتقطر
قطرة قطرة رغم الرصاص
أعند من طيات تصدّع الزلازل
والصخر
والقسوة الساحقة.

* ولدت أوليفيا إلياس في حيفا عام 1944، وهي شاعرة من شعراء الشتات الفلسطيني، تكتب باللغة الفرنسية. عاشت حتى سن السادسة عشرة في لبنان حيث لجأت عائلتها عام 1948، ثم انتقلت إلى مونتريال في كندا. تُرجمت أعمالها إلى الإنكليزية والعربية والإسبانية والإيطالية والبرتغالية البرازيلية واليابانية. أصدرت أخيراً مجلداً شعرياً مصغّراً بعنوان «اسمك فلسطين» (ترجمته سارة ريغز وجيريمي فيكتور روبرت). المختارات أعلاه مأخوذة من ديوانها السابق «فوضى»