على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

الحرب الروسيّة الأوكرانية لا تجري وفق المخطّط الأميركي. هناك تغيير واضح في مسار هذه الحرب. لستُ خبيراً عسكرياً وليس لي مندوبون على الأرض، وألكسندر سوروس لا يمدّني بالتمويل الذي يسمح لي بتجنيد مراسلين في أوكرانيا. لكن التغطية الغربية للحرب تغيّرت في الشهرين الماضيين قبل وبعد سقوط بخموط. اللهجة الانتصارية التي كانت تتحدث عن تقدم أوكراني جارٍ يوماً بعد يوم بعد يوم بعد يوم توقّفت هكذا فجأة. المرّة الوحيدة التي جرى فيها تغيير في التغطية كان قبل أيام معدودة فقط من سقوط بخموط، إذ إنّ «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست»، وهما ليستا إلا بوقين للمؤسسة الاستخبارية العسكرية الحاكمة في أميركا)، بشّرتا القرّاء بأنّ القوات الأوكرانية تتقدّم بضعة أمتار في بخموط وأن ذلك يغيّر في مسار الحرب ويمكن مقارنته بنصر العلميْن في الحرب العالمية الثانية. وبعد ساعات من إعلان الانتصاريّة الأوكرانية في تقدّم الأمتار في بخموط، اعترفت الصحافة الغربية على مضض شديد بأن بخموط سقطت (الإعلام القطري في حداد). والطريف أنّ عناوين سقوط بخموط كانت واحدة في كل صحف الغرب. لم تكن العناوين تعترف بسقوط بخموط. لا بل إن «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» وجدتا الطريقة الفُضلى لجعل الهزيمة الأوكرانية نصراً، فقالتا إن القوات الروسية تزعم بأنّ بخموط سقطت، لكن أوكرانيا تجد فرصةً كبيرةً في سقوط بخموط (بالحرف). هذه تذكّر بالصحافة الغربية ومسألة الانسحابات التكتيكية للجيش السوري الحر، من يذكره؟ والحكومة الأميركية تزيد من مدّها لأوكرانيا بالأسلحة الفتاكة. وبايدن الذي كان ضد مدّ أوكرانيا بطائرات الإف 16 عاد ووافق والدبابات الحديثة المتطوّرة باتت بمتناول الجيش الأوكراني. هذا دليل على قلق أوساط الإدارة الأميركية من الأداء الأوكراني. والذي ساهم في تغيير صورة المعركة، أنّ أميركا وإعلامها الخانع بالغ كثيراً في الحديث عن هزائم روسيّة وأنّ الدولة الروسية برمتها على وشك الانهيار وأنّ بوتين يعاني من مرض السرطان. كانت نوعية البروباغندا مضحكة. ويسخرون من إعلام كوريا الشمالية؟ يا لوقاحتهم. لم تكن بروباغندا الناتو بالفجاجة التي هي عليه هذه الأيّام.

0 تعليق

التعليقات