على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

صدر كتاب جديد للمؤرِّخ البريطاني آفي شلايم: هي مذكرات بعنوان «عوالم ثلاثة: مذكرات عربي يهودي». وقد أثار الكتاب التعليقات والردود في الغرب لأنه كشفَ عن مرحلة حسّاسة من تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي. هناك كلام يتجدّد دوماً في الصحافة الغربية والإسرائيلية والعربية عن تهجير اليهود العرب. والصحافة العربيّة، والليبراليّون على المواقع، يجترّون بروباغاندا إسرائيل بلا كيف. هؤلاء يقولون، في محاولة للموازاة مع تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، أنّ يهود العالم العربي هُجِّروا قسراً من بلدانهم. والمعادلة الصهيونية تهدف إلى الوصول إلى تسوية تقول: ننسى تهجير الشعب الفلسطيني مقابل أن ينسوا تهجير اليهود العرب. هذا الكلام هو بروباغاندا لأسباب عدّة منها أنّ ظروف اليهود في الدول العربية تختلف بين زمن وآخر وبين بلد وآخر وأي تعميم عن الموضوع ينمّ عن جهل تاريخي، إما مقصود أو نتيجة نقص في المعرفة. يهود لبنان خرجوا منه طوعاً، لم يتعرّضوا للأذى، حتى إنّ لبنان سمح لليهود بعد نشوء الدولة بالاحتفال بالنكبة على طريقتهم. في سوريا، مثلاً المسؤول عن خروج اليهود هو اللوبي الإسرائيلي الذي كان يطلب من الحكومة الأميركية، في الإدارات المتعاقبة، أن تضغط على الحكومة السورية (في زمن حافظ الأسد) كي يُسمح لهم بالخروج. أي إن الصهاينة لا يتعاملون مع الحقائق في موضوع اليهود العرب. هم إذا بقوا في الدول العربية يقولون عنهم: إنهم رهائن. وإن خرجوا يقولون: لقد طردوهم. أما موضوع الطرد من العراق: لقد جرت حملات عنفيّة ضد أهداف يهوديّة وكان شلايم شاهداً. يعترف بأن المخابرات الإسرائيلية كانت مسؤولة عن عمليات تفجير ضد اليهود لحضّهم على الهجرة إلى فلسطين. ومن غير المستبعد، أنّ هذه الخطة من تفجير لأهداف يهودية جرت في أكثر من دولة عربيّة، من قبل حكومة كانت تتعطش إلى زيادة المنسوب الديموغرافي اليهودي لتحقيق ديمومة الدولة اليهودية. لقد نُشر من قبل عن هذا الموضوع وعن «عملية بابل» التي وزّعت مناشير تهديد ضد اليهود في العراق، ورمت القنابل على أهداف لهم لحثّهم على الرحيل.

0 تعليق

التعليقات