على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

مشاهد الحرق والتكسير في فرنسا أصابتني (وأنا عنصر في جيش الرجل الأبيض في الغرب) بالحنق الشديد. أين رحمة المضطهدين الظالمين؟ ماذا يفعل هؤلاء المهاجرون الملوّنون، العرب والمسلمون، بإنجازات الرجل الأبيض في الحضارة العالميّة؟ الرجل الأبيض هذا: كم عانى وكم جهدَ وكم ضحّى من أجلنا، نحن سكّان العالم النامي. ألم يستعمرونا من أجلنا؟ ألم يقصفونا بالكيماوي في العراق في العشرينيات من أجل تقدّمنا ورقيّنا؟ وفرنسا بصورة خاصة عزيزة على قلبي (الرقيق) لأنّها هي التي تولّت، بالنيابة عن الرجل الأبيض في الغرب، استعمارَ بلادنا من أجل نهضتنا. هؤلاء المهاجرون في أوروبا عليهم الحفاظ على الممتلكات العامة لأنّ ذلك يعطي صورة حضارية عن الفقراء والمعذّبين. أما العنصريّة الغربيّة وإطلاق النار على الأبرياء بسبب لون البشرة أو الخلفية الدينية، أو صعود الإسلاموفوبيا بصورة صارخة، فهذه لا يجب أن تفسد العلاقة بين العرب والمسلمين، من ناحية، وبين فرنسا. ثم لنفترض أنّ أطفالاً وصبية أبرياء قُتلوا برصاص الشرطة في فرنسا أو في غيرها من دول الغرب، فما علينا إلا العضّ على الجرح وضرب التحيّة للرجل الأبيض لأنّ أفضاله وفيرة علينا عبر التاريخ. والتناصر اللبناني (الطائفي في الكثير من الأحيان) مع الحكومة الفرنسية ضدّ المهاجرين مفهوم لأنّنا نحن في لبنان الأقرب إلى الرجل الأبيض بسبب ما زرعنا في أذهاننا من أوهام وخزعبلات عنصريّة ومِن إهانات وكره ذاتي. وهذا لا ضير فيه لأنّ التماهي مع الرجل الأبيض، وإن كان مستحيلاً لأنّنا لسنا من البيض، يساعدُ خلايانا الذهنيّة على التطوّر باتجاه النزق العرقي الأبيض. وأنا من مكاني في عرين الرجل الأبيض في الغرب، أدعو بني أمّي إلى تفهّم الاستعمار الغربي في مراحله المختلفة لأنّ مقاصدَه كانت في مصلحتنا ومن أجلنا. ثم هل نختلف حول أن ثمن أرواحنا، بالرغم من طيبة قلوبنا، أبخس بكثير من ثمن أرواح الرجل الأبيض؟ هذه حقيقة علميّة. علينا التواضع والاعتراف بموقعنا الدوني العرقي، ولا يعرف ذلك حقّ معرفة ذلك أكثر من دعاة القومية اللبنانية. وتذكّروا تضحيات شرطة فرنسا.

0 تعليق

التعليقات