على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

صحافية إسرائيليّة اختفت في العراق. والحكومة الإسرائيلية تزعم أنّ فصيلاً من الحشد الشعبي خطفها. والإعلام الغربي وبعض العربي، وبإيعاز من نتنياهو، شنّ حملة إعلامية ضخمة لمناصرتها كضحية. والصحافية هذه معروفة عند روّاد مواقع التواصل، لأنّها كانت داعية صهيونيّة وتتدخل في الشأن السوري، بصورة صارخة، إلى جانب الفصائل السوريّة المسلحة، كلّها. والمسألة تثير تساؤلات حول المعايير التي تعتمدها وسائل إعلام الغرب في التعامل مع عمليات الخطف أو الاحتجاز أو الاعتقال. لو أنّ عربياً شارك في حروب ضد إسرائيل في صفّ حماس أو حزب الله، ثم زار فلسطين المحتلة، هل كان يمكن لحكومة العدو أن تتركه يجول من دون أي تدخّل أو اعتقال فوري وعقوبة قاسية وصارمة؟ هل يمكن لإعلام الغرب أن يعتبر أنّ مقاتلاً في حماس أو حزب الله هو ضحيّة بأي صورة من الصور؟ السؤال منطقي لأنّ الصحافية المذكورة شاركت وبزهوٍ في حروب إسرائيلية ضد لبنان عندما خدمت في جيش الاحتلال. ووسائل إعلام الغرب، وبعض إعلام العرب، يجعل منها أكاديمية فذّة. وطبعاً، هي كانت تحمل جواز سفر آخر غير إسرائيلي، وهذه عادة كل جنود وإعلاميّي وجواسيس إسرائيل الذين يجولون في الدول العربية من دون حسيب أو رقيب. كل الدول العربية، بما فيها لبنان، باتت تتساهل مع حَمَلة الجوازات الأخرى لزوّار إسرائيليين. وكلام الصحافية المذكورة على مواقع التواصل لا ينمّ أبداً عن فذاذة فكرية أو عمق تحليلي. على العكس من ذلك، هي داعية متعصّبة وعصبيّة ولا تملك أي فكرة جديدة عن العالم العربي. هي حالة خاصة بالفصائل السورية المسلحة التي كانت ترفعُ من مرتبة أي غربي أو إسرائيلي يناصر ثورتهم. وكانت تشارك في السجالات، ببذاءة، على المواقع. وعندما كانت تتلقّى النقد من قبل صهاينة كانت تردّ مذكّرةً بأنها شاركت في الحرب على لبنان. طبعاً هذا سيستثير حماسة البعض في لبنان وسيطالبون بإرجاعها سالمةً إلى أهلها لأنّ الوطنية اللبنانية ليس لديها مشكلة مع إسرائيل ومع الإسرائيليين.

0 تعليق

التعليقات