على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

لم يعد الأمر يُحتمل. طفحَ الكيل. السويد وأوكرانيا تريدان الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وأنا ممَّ أشكو؟ ها أنا أعلنُ أمامكم، أنّني قرّرتُ الآن الانضمام بصفتي الشخصيّة إلى حلف شمال الأطلسي، مع علمي أنّ هناك دولة عربية، هي قطر، تحاول أن تتصنّع أنّها عضو فيه مع أنّ الحلف لم يسمح بعد بدخول دولة عربيّة. وأنا أقومُ بهذه الخطوة، مع علمي أنّها ستكلّفني كثيراً من ناحية زيادة إنفاقي العسكري، وتغيير مواقفي لكي تُطابق مواقف حلف شمال الأطلسي. ما ألهمني في ذلك، هي وفرة المواقع الإعلامية العربية التي تتموّل من دول في حلف شمال الأطلسي، وهي تقوم بالمهمة خير قيام. وإذا كان موقع «ميغافون» يعبّر بدقة ومسؤولية عن مواقف حلف شمال الأطلسي، فأنا لن أتخلّف عن القيام بهذا الدور. لكن هذا القرار سيرتّب عليّ مسؤوليات جمّة، من ناحية التبعيّة الكاملة للسياسات الخارجيّة لأميركا، وإبداء الاستعداد للانخراط في كلّ الحروب والغزوات الأميركية في منطقتنا، وفي العالم أجمع. أما سبب انضمامي إلى حلف شمال الأطلسي، فيعود إلى رغبتي في إضافة نكهة عربية عروبيّة على هذا الحلف الذي تأسّس بناءً على عقائد وسياسات تتناقض مع العقيدة الشيوعية واليسارية والتقدمية. والانضمام إلى الحلف هو طموح خليجي عريق عجزت كل أنظمة الخليج عن تحقيقه. ودولة قطر، للأمانة، تحاول من خلال إعلامها الظهور بمظهر العضويّة الكاملة في حلف شمال الأطلسي، من خلال تغطيتها الحماسية للحرب في أوكرانيا، إلى درجة أنك تكاد تنتظر إعلان محطات «الجزيرة» إطلاق «الجيش الأوكراني الحرّ»، وجعله جيشاً علمانيّاً تقدميّاً لا شبهة دينيّة فيه أبداً. وعندما تصبح عضويّتي رسميّة، أعدكم بألّا أزور لبنان إلّا على متن حاملة طائرات عملاقة، كما أنّني سأجد «سطيحة» قرب مكان إقامتي، كي يتسنّى للطائرات والمروحيات العسكرية الهبوط فيها في الملمّات. وهذا الانضمام يحتّمُ عليّ اعتبار أي اعتداء على أي عضو في حلف شمال الأطلسي كأنّه اعتداء شخصيّ عليّ، وقد أعذر من أنذر.

0 تعليق

التعليقات