على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

ماذا يريد حزب الله من خلال هذه الضجّة المفتعلة حول شمال قرية الغجر اللبنانية؟ لماذا يريد الحزب توريط لبنان في حرب وهو في غنى عنها؟ لماذا يريد هذا الحزب أن يجعلَ من لبنان منصّة للدفاع عن... سيادة وحرية لبنان فيما يرغب المسالمون من اللبنانيّين الهانئين التخلّي عن السيادة تحقيقاً لرؤية ديفيد شينكر اللبنانيّة؟ لماذا لا نطوي الموضوع ونسعى إلى ما نجحَ شارل الحلو فيه قبل الحرب اللبنانية عندما شهرَ سلاح الديبلوماسية بوجه إسرائيل؟ لماذا لا نقول لإسرائيل إنّنا لا نكترث لما تقتطع من جنوب لبنان من أراضٍ، وإنّها مدعوّة إلى قضم المزيد من جنوب لبنان لأنّ الجنوب لم يكن يوماً جزءاً من هذا الوطن المعذّب؟ لماذا لا نحاول أن نقدّم لإسرائيل كل الأسلحة التي تزعجها وأن نتوسّل إليها من أجل أن تحنّ على لبنان بسلام دائم وشامل ومذلّ ومهين ومزيّف؟ نستطيع أن نقول لإسرائيل إنّ لبنان الرسمي يتخلّى، ليس فقط عن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر بجزئيها، بل سيتتطوّع بمنح إسرائيل ما ترغب به من أراضٍ، وخصوصاً الموارد المائية التي طالما حلمت دولة إسرائيل بالاستيلاء عليها؟ أما إقامة الحزب خيمة على أراضٍ لبنانية، فهذا وعن حق أثارَ اعتراض فريق عريض من اللبنانيين (السياديّين و14 آذار و التغييريّين والثوار وكل من يرى في أنظمة الخليج أمثلة تحتذى للبنان). حان الوقت كي نقول إنّ على لبنان واجباً وطنيّاً لطمأنة إسرائيل كي لا تنزعج من وجود جنوب لبنان على حدودها. وجنوب لبنان نغّصَ على إسرائيل حياتها منذ عام 1948. وكان أهل الجنوب دائمي الشكوى من عدوانات إسرائيل المتكررة، بدلاً من الترحيب بالصواريخ والقنابل التي لم تتوقف عن السقوط فوق رؤوسهم، إلا بعدما صعدت حركة المقاومة في لبنان في التسعينيات. وقد نصل، لو جرّبنا خيار التوقّف عن الشكوى والسماح لإسرائيل بعدوانات متكرّرة، إلى مرحلة السلم والهناء التي طبعت حياة الجنوب قبل الحرب الأهلية في لبنان.

0 تعليق

التعليقات