على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

هناك تفاصيل واردة عن أسباب اشتباكات مخيّم عين الحلوة. ما يهمّني فيها أنّني ألتزم بهذه النظريّة: كل اشتباك فلسطيني تكون حركة «فتح» طرفاً فيه، تكون هي المسؤولة عنه وتكون هي في الموقع الأسوأ في الصراع. حركة «فتح» لم تعد إلّا المرادف الفلسطيني لجيش أنطوان لحد. والفصائل الفلسطينيّة التي وافقت على الحوار في مصر قبل أيّام تعطي صكّ براءة للطرف الذي يثبتُ يوماً بعد يوم أنّه ليس إلا فصيلاً ذيلياً للجيش الإسرائيلي. زيارة ماجد فرج (وهو ليس إلا مُنفِّذاً للمشيئة الإسرائيليّة) إلى لبنان أطلقت شرارة الاشتباك في عين الحلوة. والمخيّم بحاجة إلى خطة أمنيّة يضعها ساكنوه. أذكر أنّني في آخر زيارة لي إليه، سمعتُ شكاوى من السكّان عن السلاح المتفلّت (كما تسمع دائماً شكاوى في المخيّمات عن تجاوزات الجيش اللبناني وخصوصاً حول مخيّم نهر البارد). الناس في المخيّم يريدون تنظيم السلاح وترتيب العلاقة بين الفصائل. وهناك تنظيمات (مثل «فتح») تخرّج ضباطاً وجنرالات في المخيّم. أي معموديّة نار يمرّ بها هؤلاء؟ هؤلاء سفارة التنسيق الأمني في قلب مخيّم فلسطيني. عرفات ترك المخيّمات خارج نطاق صلاحيّاته، وهو «القائد العام لقوّات الثورة الفلسطينيّة»، كما كان يحبّ أن يصف نفسه. مسيرة أوسلو اشترطت عليه التنصّل من المخيّمات. وانعزاليّو اليوم (من إبراهيم منيمنة إلى فؤاد أبو ناضر) يردّدون نفس شعارات عهد شارل حلو الذي شكّل القابلة القانونيّة للحرب الأهليّة. يريدون تسليم السلاح إلى الجيش وحصريّة السلاح. شعارات كنّا نعلكها ونحن صغار، واليوم بات مضغها أصعب بكثير لأنّ الجيش بات أقلّ تسليحاً وتجهيزاً من الأمس. مَن يريدون نزع سلاح المخيّمات يطلقون سيناريو الستينيّات. وهل نلوم الشعب الفلسطيني إذا كان يرفض تسليم رقابه لأي جهة في لبنان؟ والمخيّمات لم تعد كما كانت. كانت مدارس ثوريّة وتقدميّة تجد فيها الوضع الاجتماعي بالنسبة إلى المرأة متقدّماً عن وضع المرأة في المجتمع اللبناني. اليوم، انتشرت عقائد دينيّة وتكفيريّة مرتبطة، كالعادة، بالتمويل الخليجي المشبوه جداً. ودحلان ينفّذ مؤامرة إماراتيّة في مخيّمات لبنان مقابل مؤامرة عبّاس.

0 تعليق

التعليقات