على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

الكتّاب والمعلّقون اللبنانيّون ظاهرة تستحقّ التدريس في كليّات الإعلام في العالم. بالفعل. تراهم وهم يتنافسون للثناء والتملّق لأنظمة الخليج. وعندما كان العراق وليبيا ينفقان على تمويل الإعلام، كان بعض هؤلاء يتملّقون النظاميْن. يتكيّفون حتى مع تغيّرات مواقف الأنظمة. يُشهر النظام السعودي العداء ضد النظام القطري، فيعلنون العداء. يوالي النظام القطري النظام السوري، فيوالونه. يعلن النظام القطري العداء ضد دمشق، إنّها الحرب. مناسبة هذا الكلام مقالة في تبجيل محمد بن سلمان لجهاد الزين في «النهار»، بعنوان «العصر السعودي الجديد يحمل معه المنطقة». يقول إنّ التطبيع السعودي الإسرائيلي من شأنه تحقيق «إنجاز نوعي لا للشعب الفلسطيني وحده... بل حقبة استقرار للمنطقة». ويعدنا الزين بالازدهار، للمنطقة «بكاملها». السادات لم يعدنا بكل هذه النتائج للصلح مع إسرائيل، لكن للزين مصادر جيوسياسية لم يمتلكها السادات. ويقول الزين عن التصالح بين السعوديّة وإسرائيل، إنّ هذه الخطوة «زاخرة بإنجاز تاريخي يُنصِف عدالة القضيّة الفلسطينيّة» (وللأمانة يذكر أنّ السلام مع إسرائيل يُرضي «النخب» الباحثة عن «استقرار الحدود»، وهذه النخب، مثل عبدالله بن زايد، تعبت من امتشاق السلاح بوجه إسرائيل عاماً بعد عام). من المشكوك فيه أنّ الزين يصدّق كلامه: هو يكتب ويعلم أنّنا نعلم أنّه لا يصدّق ما يصدر عنه في هذا الموضوع. الإعلام الإسرائيلي كان صريحاً جداً: تمسّك النظام السعودي بالقضيّة الفلسطينيّة رخو ورمزي وهو لن يطلب الكثير، إلا وعوداً عامّة بـ «دولة». كأنّ وعد الدولة جديد. أما الشعب الفلسطيني، فلا محمود عبّاس ولا الفصائل تنطق باسمه. الزين ينطق باسمه ويفصل أن الشعب الفلسطيني بلغ من النضج ليتحمّس للتطبيع السعودي لأنّ محمد بن سلمان يحمل «البوصلة العامة للمنطقة التي تعرفها القيادة السعوديّة». كل هذا الكلام هو تنميق لكلام التملّق المعتاد للنظام السعودي. نفس هؤلاء الكتّاب وقفوا ضد التطبيع عندما كانت السعوديّة ضدّه، وباتوا مع التطبيع لأنّ السعوديّة تفاوض على أثمان التطبيع. وهذه الأثمان لا تتعلّق البتّة بفلسطين بل بمشتريات سلاح وطاقة نوويّة ووعود أميركيّة بالدفاع عن المملكة. بوصلة، يا جهاد؟

0 تعليق

التعليقات