على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

لقد جُنّ أهل بلدي. حمّى الهذيان تعتري الناس والإعلام والمواقع. الإعلام والمواقع تُجنُّ بأمر وبالأجرة. تحدّث عوني الكعكي أخيراً عن شراء، أو استئجار، المحطات الثلاث («إم.تي.في» و«الجديد» و«أل.بي.سي») من قبل النظام السعودي. هؤلاء أبواق السفارة. حادثة الكحّالة تضخّمت لأنّ محطة آل المرّ تقبض من السعوديّة بالنسبة التي تحضّ فيها على الفتنة. كان يمكن أن يكون ما جرى حادثاً مروريّاً يمرّ. لكنّ هناك مشكلة في سيطرة القوات أو الكتائب على أيّ شريان حيوي في طرقات لبنان. معركة الدامور لم تكن إلا رداً على استفزازات الكتائب على الطريق الساحليّة إلى الجنوب. بقيت طريق الجنوب مفتوحة منذ ذلك اليوم، إلا عندما كان الإسرائيلي يقطعها. شريان طريق الجبل يجب أن يخرج عن سيطرة حارقي القرآن والبشر في الكحّالة. الاستغلال السياسي للحدث كان متفلّتاً من أيّ عقال وهو حتماً لن يعود على المسيحيّين بفائدة. لا يعلم تجّار الطائفيّة المسيحيّة أنّ اتفاق السنة والشيعة (وهو حاصل لا محالة) سيكون على حسابهم. واستفزاز طائفة بحالها (نال الثنائي مئة في المئة من مقاعد الشيعة في مجلس النوّاب) ليس في مصلحة السلم الأهلي. ميشال حلو (زعيم نادي الكتلة الوطنية) نزل إلى الشارع مثل الزعران وطفق يحرّض طائفيّاً. وصف الثنائي بـ «ثنائي الانحطاط». هذه كأن تصف تجمّعاً مسيحيّاً بوصف شنيع. والثنائي وجمهوره منشغل بمعركة من نوع آخر: حرب لا هوادة فيها ضد المثليّة وضد فيلم الآنسة باربي. لا أعلم إذا كانت الآنسة باربي صهيونيّة الهوى (وهناك أنباء أنّها شاركت في غزو العراق، لكنّ ذلك ليس أكيداً)، ولا أعلم إذا كانت الآنسة باربي منضوية في مشروع القوّات اللبنانيّة، لكنّ هناك ما هو أهم. أين الهم الاقتصادي وتقديم الحلول؟ أين محاسبة الفاسدين؟ أين التعامل مع الأرقام الواردة عن فساد رياض سلامة وصحبه بين الزعماء والإعلاميّين والجمعيّات المدنيّة الـ «كول»؟ والجمهور السنّي بقي متفرّجاً على الصياح، ما يؤكد انطباع تخفيف التشنّج المذهبي بين الطائفتيْن، باستثناء أشرف ريفي (وقريبة لي).

0 تعليق

التعليقات