على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

تناقلت مواقع يمينيّة ويساريّة تائبة كلاماً لكريم مروّة عن الشيعة «ونغمة الحرمان». ومروّة يحاول منذ اغتيال الحريري تقديم أوراق اعتماده لأطراف يمينيّة متعدّدة. وهو، في مقابلات أخيرة، زعم أنّ الحزب الشيوعي كان دائم التعلّق بالكيان اللبناني. لكن عندما ينفي مروّة تبعيّة الحزب الشيوعي التقليدية والتاريخيّة للاتحاد السوفياتي، فإنّك ستتعامل مع كلامه بالقليل من الجديّة. يقول مروّة إنّ «لبنان الكبير»، أي الاستعمار الفرنسي، أعطى للشيعة ما لم يعطهم إياه الحكمان العثماني والمملوكي. لكن هناك أعجوبة في أنّ زعيماً شيوعيّاً سابقاً (انتهت زعامته بسقوط الاتحاد السوفياتي، لكن هذه صدفة) يحاكم الاستعمار بناءً على وضع طائفة، كأنّ الحكم اليساري على السياسة يخضع لأحكام طائفيّة. ويقول إنّ سلاطين المسلمين (لا يميّز بينهم) «اعتبروا الشيعة خارجين عن الدين وفتكوا بهم بلا رحمة. مذابح الشيعة عبر العصور لا تُعدّ ولا تُحصى وامتدت إلى كل أنحاء الشرق». طبعاً، كلام مروّة في التاريخ يحمل من المصداقيّة ما يحمل زعمه أنّ الحزب الشيوعي اللبناني استقلّ في عام 1968 عن الاتحاد السوفياتي. لكن متى كانت هذه المذابح الفظيعة التي كان العثمانيّون يرتكبونها؟ فهم مروّة للتاريخ خاضع لأيديولوجيا تنقية الاستعمار من الشوائب وتلميع صفحته. وهناك طلب من إعلام الغرب والخليج لإعادة النظر في الاستعمار من أجل رفع شأنه وجعل الناس تترحّم عليه. كتاب المؤرّخ اللبناني أسامة مقدسي («عصر التعايش») يتناقض مع تغريدة مروّة المزاجيّة. لكن مقدسي مؤرّخ «بحق وحقيق» ويُنصح مروّة بقراءة كتابه. يقول مروّة إنّ دخول الشيعة في الاستعمار الفرنسي «شكّل إلى حد كبير انعتاقاً من الظلم». ويثني مروّة على تمويل الولايات المتحدة للكثير من المشاريع التي يوردها والتي أنكر فضلها الشعب الجنوبي. ويحهم. ويتحدّث عن تأسيس الجامعة اللبنانيّة في عهد شهاب (وهي تأسست في 1951) ويثني على أفضال حكام لبنان. لكن مروّة في حديثه عن تعليم الشيعة لا يذكر، أو لا يجرؤ أن يذكر، فضل الدول الاشتراكية التي خرّجت أطباء ومهندسين من الجنوب والبقاع في زمن حُرم أهلهم من الدخول إلى الجامعات الخاصّة بسبب العوز.

0 تعليق

التعليقات