لا بدّ لأي سائح في طرابلس أن يمرّ في «حمّام العبد» الواقع على مقربة من «خان الصابون» في المدينة القديمة. إنّه الحمّام الأثري الوحيد الذي شيّده المماليك، ولا يزال يعمل من دون انقطاع منذ أكثر من 300 عام. عناصر عدّة تميّز هذا المكان الذي يعود بناؤه إلى عام 1708، أبرزها اللوحات التراثية التي تزين جدرانه والأرضية الرخامية التي يعلوها سقف مزخرف تتدلّى منه ثريات قديمة. تُنسب تسميته إلى قصّة قديمة متداولة، تتحدّث عن أحد الباشوات الذي ارتكب جريمة قتل شهد عليها خادمه صاحب الأصول الأفريقية. فما كان من الشاهد إلّا أن هرب إلى الحمّام سعياً للحماية، إلا أنّ الباشا اكتشف مكانه وقتله على العتبة. (هيثم الموسوي)