على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

الاجتماع بين وزيرة الخارجيّة الليبيّة المُقالة نجاة المنقوش وبين وزير الخارجيّة الإسرائيلي كان من المفترض أن يكون لقاءً سريّاً. هكذا، تتصرّف أميركا بأدواتها. نجاة المنقوش ليست أكاديميّة وليست خبيرة علاقات خارجيّة لكنّها أداة في الإدارات الأميركيّة ومرّت على مؤسّسات صهيونيّة عريقة مثل «المؤسّسة الأميركيّة للسلام». عتاة المتطرّفين الصهاينة أداروا هذه المؤسّسة الأميركيّة الحكومية التي، في الجانب الخاص في الشرق الأوسط، تريد خدمة أجندة التطبيع وتطويع الرأي العام العربي. لم أسمع بالمنقوش من قبل وقرأتُ سيرتها الذاتية واكتشفتُ أنّها تخرّجت من «جامعة المينونايت الشرقيّة» في ولاية فرجينيا. عشتُ في ولاية فرجينيا لسنوات وأعرف معظم الجامعات الأميركيّة، الصغيرة والكبيرة، ولم أسمع في حياتي بهذه الجامعة. الجامعة لا تهم. المهم أنّ المنقوش أداة طيّعة. هي نالت جائزة الشجاعة الخاصة بالمرأة العربيّة من وزارة الخارجية الأميركية في السنة الماضية. تعلم أنّ الذي ينال جوائز شجاعة وكفاح ونضال من وزارة الخارجية الأميركيّة يكون شخصاً مطواعاً. أميركا هي التي انتقتها وزيرة خارجيّة الحكومة الليبيّة. الحكومة الأميركية غضبت من حكومة إسرائيل لأنّها سرّبت نبأ الخبر. لا، وقد اتفق الطرفان في ختام اللقاء السرّي على بحث «العلاقات التاريخيّة بين البلديْن وسبل التعاون والمساعدات الإسرائيليّة في القضايا الإنسانيّة». ومن المعروف أنّ لإسرائيل تاريخ طويل من المساعدة في القضايا الإنسانيّة ولقد تجلّى ذلك، أكثر ما تجلّى، في خدمة حكومات إسرائيل لقضية فلسطين الإنسانيّة. والحكومة الإسرائيليّة تقدم اليوم مساعدات في القضايا الإنسانيّة إلى طرفَيْ النزاع في الحرب المدمّرة في السودان، والتي تجد إسرائيل نفسها فيها حائرة بسبب ولاء الجنرالَيْن المجرميْن للموساد. الحكومة الليبيّة سارعت إلى إقصاء الوزيرة التي هربت على وجه السرعة إلى تركيا، مع أنّها شجاعة كما أسلف. وتظاهر الليبيون احتجاجاً على هذه الصفاقة من قبل وزيرة ظنت أنّ رعاية إسرائيل وأميركا لها تكفي كي تجترح مبادرات في السياسة الخارجية، أو تستجيب لمبادرات أميركيّة إسرائيليّة من أجل فرض التطبيع السلطوي على الشعب الليبي المغلوب على أمره. نجاة المنقوش مرشحة لجائزة نوبل، وربّما الأوسكار أيضاً.

0 تعليق

التعليقات