على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

في الحلقة الثالثة من مسلسله عن صيف بيروت 1982 في «الشرق الأوسط»، يستمرّ غسان شربل في الحديث مُركّزاً على ما لا يضرّ المصلحة السعوديّة العليا. يستمر في سؤال شفيق الوزّان، الذي كان أكثر رئيس وزراء مطواعيّةً بيد زعماء اليمين الماروني. يقول الوزّان إنّه لم يكن هناك إلا أميركا كي تضغط على إسرائيل (نفس مدرسة أنور السادات التي اعتنقها بعده عرفات). اتهم عرفات أهل بيروت بالتخلّي عنه، وكان على حق. لكن الذي تخلّى عنه أكثر هم الزعماء الوطنيّون الذين كانوا يتلقّون المال منه على مرّ سنوات: شيوعيّون وقوميّون عرب واشتراكيّون. قرّر مجلس الوزراء أن يستسلم الجيش أمام إسرائيل وإلا تعرّض «لعملية سحق كاملة». نسي شربل أن يروي أنّ قيادة الجيش كانت تنسّق (بشخص ميشال عون وغيره) مع جيش الاحتلال. حوّل مدير المخابرات، جوني عبده، منزله إلى بيت مضافة لشارون. يذكر شربل أنّ محسن إبراهيم وجورج حاوي أشادا بصائب سلام. أفلس زعماء الشيوعية في لبنان وسلّموا أمرهم للزعماء المسلمين التقليديّين الذين كانوا محلّ تخوين من قِبَلهم قبل أشهر فقط. كان موقف محسن إبراهيم، مثل موقف جنبلاط، «واقعيّاً» بحسب شربل. لم يعارض أحد الخروج من بيروت في منظمة التحرير لأنّ المقاومة العسكريّة كانت غير جاهزة ولم تكن جديّة في مواجهة إسرائيل، باستثناء عمليات في أعياد المنظمات الفلسطينيّة. يعترف أحمد جبريل بأنّ قليلات ومحسن إبراهيم ضغطا مجاهرةً على عرفات للخروج من بيروت، والحزب القومي وحده أخذ موقفاً صلباً ضد الخروج. حلفاء عرفات خذلوه. تلاعب عرفات كي لا تخرج المقاومة نحو سوريا. لم يُرد منحها رصيداً، كما قال. بقي عرفات، وهو يعدّ العدّة للخروج في سفن، يتحدّث عن الانتصار. تصادم جبريل مع عرفات وتمنّى جبريل ورود خبر عن اغتيال عرفات. وموقف حبش كان ضعيفاً نتيجة حلّ «جبهة الرفض» قبل سنوات وعدم تشكيل الجبهة لخيار سياسي أو عسكري بديل عن خط عرفات. ومحمود عباس الذي كان مستقراً في دمشق لسنوات، وكان قريباً جداً من النظام السوري، ينفي ذلك هنا.

0 تعليق

التعليقات