على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

كتاب وديع حمدان «أوراق من دفتر العمر (سيرة مناضل يساري)» شهادة نادرة من اليسار في لبنان. موقع «ميغافون» اليميني نشر نقداً قاسياً للكتاب من قبل وضاح شرارة الذي عابَ على الكاتب عدم إبداء الندم بما فيه الكفاية عن تجربته اليسارية، مع أنّ حمدان عتب على محسن إبراهيم بسبب تأخّر اعتذاره عن دور الحركة الوطنية في الحرب (ص. 259). وحمدان ردَّ على الموقع نفسه وأكّد لشرارة أنّه يحبّ لبنان وأنه يتغنّى بجماله (قصيدة وجدانية) وحتى بحقبة لبنان ما قبل الحرب الأهليّة. وشرارة سخر حتى من صورة الكاتب على الغلاف ووجه المناضل بطريقة غير مفهومة. وحمدان أكّد أنّه كتب نقداً عن تجربته وأنّ شرارة لم يكتب نقداً عن تجربته (مع أنّ كل عمل شرارة عبر العقود هو التشنيع باليسار من منابر حريرية أو خليجيّة يمينية رجعيّة). سرديّة الكتاب غير سلسة مما حدَّ ربما من انتشار الكتاب. يتحدّث حمدان بصراحة عن بعض جوانب الحياة، مثل الحزازيات الطائفيّة بين الطوائف وداخل الطوائف (ص. 33). وحمدان صريح في حديثه عن مشاعره وعن تجربته: يقول إن «المال العربي والفلسطيني، الذي أخذ يتدفّق مع بدء الحرب الأهلية، على شكل مساعدات... راحَ يُفسد الحركة الوطنية اللبنانية، ومن بينها التنظيمات اليساريّة» (ص. 172). واعترف بفساد حتى في المنح الدراسية. (طبعاً الفساد في منظمة التحرير كان على النطاق الأوسع). وفي حديثه عن القضية الفلسطينية، يُعيب حمدان على قوى الثورة الفلسطينية عدم استثمارها بما فيه الكفاية في «الانتفاضة المدنية» (ص. 176) ولام عدم اختراق الشارع اليهودي. لكن كيف تخترقه؟ ويعترف حمدان أنّ «الدعوات والزيارات الخارجية» للحركة الوطنية كانت «زاخرة بالبذخ والهدر» (ص. 180). وفي مقطع قد يثير جدلاً، يزعم الكاتب أنّ محسن إبراهيم تفرّد بـ «الموضوع المالي» وأنّ أملاك التنظيم تحوّلت «أملاكاً خاصة تُورّث للأبناء (كما حصل لاحقاً بعد وفاة الرفيق محسن إبراهيم)» (ص. 258). ويُضيف أن «كلّ ممتلكات المنظمة تحوّلت إلى ميراث شخصي لعائلته» (ص. 277). قصة الحركة الوطنيّة الكاملة لم تروَ بعد.

0 تعليق

التعليقات