على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

أحد مساعدي بشير الجميّل، يُدعى أمين أبي سلّوم. بدأ قبل فترة بالتحدّث عن حقبة الجميّل في الحرب. المفيد في شهادته أنّه يفضح (من دون أن يدري) الكثير عن تجربة القوات اللبنانيّة، خلافاً لمزاعم رسّختها أكاذيب كثيرة من قبل جوزيف أبو خليل، وخصوصاً كريم بقرادوني. الأخير يريد أن يصوّر أنّ الخلاف بين الجميّل وآمره بيغن في لقاء نهاريا كان سيادياً. لكن جورج فريحة تحدّث بكل صراحة في كتابه «مع بشير» عن قوّة التحالف الإسرائيلي مع بشير (الذي لم يكن أكثر من أداة). و«أبي سلّوم» يفضح إيلي حبيقة وكيف أنّه كان موالياً لإسرائيل حتى في حقبة تحالفه مع النظام السوري. لكن أبي سلوم يذكّرنا بجرائم القوّات الطائفية (أي تلك التي لا علاقة لها بمحاربة التوطين المزعوم) عندما يقول إنّ قائداً في القوّات رمى مسلماً في برميل من الأسيد، لكن أبي سلّوم صارم كمحقّق القوّات، فعاقبه. ماذا كان العقاب؟ قطع الهاتف عنه في مكتبه لفترة. على هذا النسق، قد يكون عقاب جزّاري المخيّمات والسبت الأسود هو بمنع تقديم ألواح الشوكولاتة لهم لأسبوع. في محاولة للتأقلم مع المرحلة السوريّة، أراد كريم بقرادوني أن يقطع مع مرحلته الإسرائيليّة السابقة (مثله مثل ميشال المرّ تماماً). أبي سلّوم يجد أنّ مجزرة صبرا وشاتيلا منطقيّة ومفهومة. وقد أطلق الكثير من الأكاذيب عن حبيب الشرتوني: يزعم أنّه عندما فاتحه نبيل العلم بموضوع اغتيال بشير، وقال له: أنا مُنتدب من الاستخبارات السوريّة. هل يُعقل أنّ أحداً يعمل لصالح جهاز استخبارات يُعلن عن ذلك في أوّل لقاء مع مُجنَّد؟ هناك عند أبي سلّوم وغيره إعجاب مستمرّ بقوّة إسرائيل، لأنّها رفعت شأن القوّات في السياسة اللبنانيّة. ينفي أي دور لسمير جعجع في مجزرة إهدن لكنّه نسي أنّ جعجع أُصيب في العمليّة. كمّ هائل من الأكاذيب، لكنّ الشهادة ضروريّة لفهم عقليّة ومسار هذا الفريق في الحرب على كل مَن شاهد المقابلة مع أبي سلّوم أن يتذكّر أنّه كان أستاذاً في الجامعة اللبنانيّة.

0 تعليق

التعليقات