على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

تحليل رئيس العلاقات الخارجيّة في «القوّات اللبنانيّة» في زمان بشير، نعّوم فرح، الجيوسياسي: الاتحاد السوفياتي أراد التخلّص من بشير الجميّل لحماية قاعدة سوفياتيّة في طرطوس. هنا تدخل نظريّة جديدة عن اغتيال الجميّل. شكّل بشير الجميّل خطراً كبيراً على القاعدة السوفياتيّة في طرطوس، فقرّر يوري اندروبوف وصحبه أنّ بشير و«نازو» و«بوسي الأشقر» شكّلوا في حينه تهديداً مباشراً لمصلحة الاتحاد السوفياتي الأمميّة. لكن الاتحاد السوفياتي لم يكتفِ بالتخطيط لاغتيال الجميّل، فما كان منه إلا أن أشرك النظام السوري وطلب مشاركة الحزب السوري القومي الاجتماعي لأنّ الاتحاد السوفياتي لم تكن لديه القدرات العسكريّة الموجودة لدى النظام السوري والحزب القومي. وقد يكون الاتحاد السوفياتي استعان في غرضه هذا بما تبقّى في حينه من مليشيا حزب النجادة. ونظريّات اغتيال الجميّل تتكاثر عبر السنوات وزادها طرافةً اتهامات بأنّ إسرائيل تخلّصت من بشير الجميّل لأنّه سيادي، مع أنّها هي التي أتت به رئيساً، وهي التي خلقت له مليشيا «القوّات»، وهي التي زوّدته بالسلاح، وحتى بالبزّات العسكريّة التي كان يرتديها هو وعناصر مليشياه. ونظريّة تخلّص إسرائيل من حليفها هي مثل اتهام النظام السوري بالتخلّص من حلفائه، مثل رينيه معوّض ورشيد كرامي. مع أنّ دمشق هي التي أتت بهما إلى موقعيهما. طبعاً، نحن نعرف حقيقة الاغتيال وكانت هناك جهات لبنانيّة عدّة تريد التخلّص منه لأنّه ترك وراءه شلالات من الدماء. منظمة التحرير كانت على تواصل مستمرّ مع جهات كتائبيّة وأبو إياد راسل أمين الجميّل حتى اللحظة الأخيرة. وهذه المراسلات تُضاف إلى سلسلة من الكوارث والأخطاء التي وصمت تجربة منظمة التحرير في لبنان. بشير الجميّل كان ركناً من المشروع الإسرائيلي الذي كان له أعداء كثر من بين اللبنانيّين (ولا ننسى أنّ الجميّل قتل عدداً كبيراً من المسلمين لأنّهم مسلمون، ومن المسيحيين لأنّهم يخالفونه وجهة نظره). سجلّ الجميّل هو الذي خطّط لاغتياله وليس جهة خارجيّة. النظام السوري كان على تواصل مع الجميّل عبر وسطاء، كما أنّ النظام السعودي كان يروّج له في الشام.

0 تعليق

التعليقات