على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

أدلى المُعمِّر، هنري كيسنجر، بحديث طويل لجريدة «معاريف» الإسرائيليّة. يقول كيسنجر، من جملة ما يقول، إنّ حكومته عملت «بشكل قوي وحثيث في حرب أكتوبر على توفير الدعم المباشر والخدمات الحاسمة لإسرائيل، حتى لا يتحقّق نصر عربي عليها». ويضيف: «عقدنا العزم منذ اليوم الأوّل على منع نصر عربي في الحرب، ورأينا في نصر كهذا ضربة للولايات المتحدة نفسها». تحدّث بصراحة عن فداحة الخسارة الإسرائيليّة في الأيّام الأولى للحرب. أقامت أميركا قطاراً عسكريّاً جويّاً، بعدما كانت قد أقامت جسراً جويّاً مدنياً. جمعَ الجيش الأميركي في ثلاثة أيام المعدات اللازمة لتعديل دفّة الحرب. ويعترف بأنه عرقل مشروع سلام مصري (من السادات) قبل الحرب لأنه كان يتطلب انسحاباً إسرائيليّاً من أراضي الـ1967. ويعترف أيضاً: «كنت ضد وقف إطلاق النار بشدّة (بعد نشوب الحرب)، بينما تستمرّ المكاسب المصرية في ساحة المعركة. لقد أولينا أهميةً كبيرة لخطر أن يُنظر إلى الأسلحة السوفياتية على الساحة الدولية على أنها ذات جودة أعلى بسبب النجاحات التي حقّقها الجيش المصري». لا شكّ في أنّ تغيير وجهة الحرب لصالح إسرائيل كان عملاً أميركياً بامتياز. المهم أنّ هذا الاعتراف يذكّر بكلام جمال عبد الناصر في عام 1967 عندما قال إنه كان يحارب إسرائيل وأميركا معاً. يومها، سخر منه الرجعيّون العرب كما سخر منه جماعة اليسار (مثل صادق جلال العظم) الذين اعتبروا كلامه بمثابة نظريّة مؤامرة غير مثبتة. منذ حرب 1967، أميركا هي شريك فعلي في كل حروب إسرائيل. لا يقف بين أي نصر ضد إسرائيل إلا أميركا. من دون أميركا، لا يمكن للجيش الإسرائيلي أن يصمد. حتى في حرب تمّوز، اعتمدت إسرائيل على الإمدادات الأميركيّة المتواصلة وعلى مشاطرة المعلومات الاستخباراتيّة. لكن الإقرار بالمشاركة الأميركيّة في الحرب، كان يجب أن يعني قطع أي ثقة عربيّة بدور أميركي للتوسّط بين العرب وإسرائيل. الفكرة من أساسها كانت من أجل شراء الوقت لصالح إسرائيل وإسباغ صفة مسيرة السلام على أعمالها العدوانيّة.

0 تعليق

التعليقات