على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

فضيحة السناتور الأميركي، بوب مينينديز، هي فضيحة بـ «جلاجل»، كما يقول المصريّون. الرجل من الأكثر نفوذاً في مجلس الشيوخ وشغلَ منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجيّة فيه. مينينديز ليس جديداً على عالم الفساد والفضائح وقد تورّط من قبل بنيل امتيازات ورحلات رفاهية (وخدمات مواخير لكن لم يثبت أنّ المومسات كنّ قاصرات، كما ورد في الاتهامات الأولى) من قبل متموِّل. ومينينديز من أركان اللوبي الإسرائيلي وهو لا يفوّت مناسبة كي يزايد في دعم عدوان واحتلال إسرائيل. هو، طبعاً، «صديق للبنان»، لأنّ كل أركان اللوبي الإسرائيلي هم «أصدقاء للبنان» («أصدقاء لبنان» رعوا ميشال عون و14 آذار بعده). وصداقة لبنان في الكونغرس إنّما تعني أنّ الشخص المعني هو صهيوني ويدعم الأجندة الصهيونيّة في لبنان من أجل تطهير لبنان من وسائل الدفاع عن نفسه بوجه إسرائيل. أصدقاء لبنان في الماضي كانوا يريدون طرد منظمة التحرير من البلد، ويريدون اليوم طرد المقاومة، أو كل الشيعة، كي يتسنّى لإسرائيل فرض هيمنتها بالكامل على لبنان. الفضيحة الجديدة كبيرة إلى درجة أنّ محافظ ولاية نيو جيرسي (وهو ديموقراطي، أي من حزب مينينديز) طالب باستقالة الرجل قبل إجراء المحاكمة. وزوجة مينينديز، نادين أرسلنيان، لبنانيّة تركت لبنان بعد نشوب الحرب الأهليّة وعرّفت زوجها على رجلَي أعمال من أصل عربي (واحد مصري من عائلة حنا والآخر فلسطيني من عائلة دعيبس). والرجلان أمدّا الزوجين بوسائل الرفاهية والنقد. ويبدو أنّ حنا كان على صلة بالاستخبارات المصريّة وكان مينينديز يمدّه بمعلومات يحصل عليها من وزارة الخارجيّة. وحنّا تلقّى عقداً حصريّاً من الحكومة المصريّة لتوثيق اللحم الحلال الوارد إلى مصر، من دون أن تكون له أي خبرة أو كفاءة في التصديق على ختم الحلال. القصة تفضح حقيقة الفساد الذي لا يتصوّره سكان بلادنا. الجمعيّات ذات التمويل الغربي في عالمنا تروِّج إلى فصل قطعي بين بلادنا الفاسدة والمتعصّبة والكارهة، وبين بلادهم النزيهة والمعتدلة والخالية من الكراهية.

0 تعليق

التعليقات