على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

شاهدتُ حديثاً مع العميد المتقاعد، بسام ياسين، وكان رئيس الوفد العسكري التقني في مفاوضات الحدود البحريّة. شيء جميل جداً، بالفعل. كأنّ شارل حلو وبيار الجميّل قد بُعثا حيّيْن إلينا. الخلاصة؟ قوّة لبنان في ضعفه وفي مهارته في الخطابة وإبهاره للعدوّ بـ «صلابة» التفاوض. ماذا قال العميد ياسين؟ قال (وهو مُحقّ) إنّ لبنان كان يمكن له أن يحصل على أكثر. لكن ما هي وسائل الحصول وعناصر الضغط التي في حوزة لبنان؟ يؤكّد العميد ياسين أنّ قوّة الحجّة وحسن التعبير يكفيان لإقناع إسرائيل. هو يُضيف أنّ إسرائيل «تعرف القانون الدولي»، وأنّ لبنان كان يمكنه بالقانون الدولي (الذي لا يُردّ) أن يحصل على أكثر. إسرائيل تفهم القانون الدولي ولكنّها لا تكترث له، بل تسخر منه. ممثّلها مزَّق ذات مرّة قراراً للأمم المتحدة. إسرائيل تقتنع بالقانون الدولي من دون عنصر قوّة؟ متى وكيف وأين؟ لم يسبق لأي دولة عربية أن استحصلت على حقّ من إسرائيل بالقانون الدولي. هذا وهمٌ، والذي يقوله بعد مرور كل هذه العقود على إنشاء دولة إسرائيل إنّما يرسّخ فكرة أنّ «قوّة لبنان في ضعفه». لا، وعندما يتحدّث ياسين في آخر حديثه عن عناصر القوّة عند لبنان، يقول باستخفاف كلّي إنّ هناك مَن يقول إنّ مسيّرات المقاومة أثّرت، لكنّه يُسارع إلى تغيير الحديث لأنّه لا يعتبر أنّ ذلك صحيحاً. إذا المسيّرات لم تفعل فعلها، يا عميد ياسين، فما الذي فعل فعله؟ طائرات رشّ المبيدات التي بحوزة الجيش؟ أم الطوّافة الزجاجيّة التي منحتها لنا أميركا والتي يمكن إسقاطها برمي حجر أو إجاصة؟ نظريّة بسام ياسين هي مثل نظريّة أحمد الشقيري في النضال الفلسطيني: لو ألقينا خطاباً قويّاً أمام جمهرة من الإعلاميّين الغربيّين، فإنّ ذلك كفيل بتغيير الرأي العام العربي. الفكرة، لياسين وللشقيري، أنّ الحياة هي مناظرة فقط. والافتراض أنّ العدوّ يحترم القانون الدولي ينمّ عن جهل فظيع عند العميد ياسين بالصهيونية وبتاريخ الصراع العربي الإسرائيلي. الحلّ في التعاطي مع إسرائيل هو القوّة وليس الحجّة (التي لا تقلي عجّة).

0 تعليق

التعليقات