على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

لم أنم منذ صدور خبر فوز أمين معلوف على منافسه جان كلود روفان في الأمانة العامة للأكاديميّة الفرنسيّة. وهذا ليس بسبب صلة لبنان بالأكاديميّة الفرنسيّة. إذ إنّ شارل حلو زار الأكاديميّة عندما اصطحبه شارل ديغول في جولة بروتوكوليّة. يومها، كان أعضاء الأكاديميّة يتناقشون في أصول معنى كلمة فرنسيّة. وعندها، لم يتحمّل شارل المشهد، إذ سارع إلى التدخّل وأدلى بدلوه كضليع باللغة الفرنسيّة. كيف لا، وهو عضو مؤسّس لحزب الكتائب اللبنانيّة؟ وعندما استمع ديغول إلى مداخلة حلو اللغويّة، أعطى موافقة على ما معناه، أنّ شارل اللبناني هذا على حقّ (وقد أدرج حلو القصّة في مذكراته). المهم أنّ معلوف نال شرفاً لم ينله لبناني من قبل. وهو كان قد نال، مثله مثل الصهيوني اللبناني فؤاد عجمي في أميركا، أرفع وسام يناله فرنسي في الدولة. وفوز معلوف مهم، وخصوصاً أنّ أعضاء الأكاديميّة يرتدون زيّاً خاصّاً بهم في المناسبات الرسميّة. وهذا الزي، عندما رأيته للمرّة الأولى، أشعرني بالزهو مع أنّه يشبه الـ «بيجاما» المصريّة التي كنّا نقتنيها من محلات «شيكوريل» (قد يكون زيّ الأكاديميّة من تصميم خيّاط «شيكوريل»، وهذا دليل على تلاقح الثقافات التي دعا شارل مالك لبنان وإسرائيل إليها عندما غزت الأخيرة بلده). وصدرت جريدة «النهار» بمقالة افتتاحيّة لداوود الصايغ، الذي كان ناطقاً باسم الوفد اللبناني في مفاوضات 17 أيّار (أي إنّه خلف معلوف في منصب الناطق الرسمي باسم الوفد اللبناني، وهذا يعني أنّ الرجليْن تلاقحا ثقافياً وسياسيّاً أيضاً. عاد رفيق الحريري المعجب بـ 17 أيار وعيّن الصايغ مستشاراً خاصّاً له لشؤون البطريركيّة والمسيحيّة). أنا اقترح أن يُقام نصب أو تمثال لأمين معلوف في ساحة الحريّة أو ساحة المستعمرين في وسط بيروت. كنتُ أودُّ المشاركة في الاحتفال بفوز معلوف (مع أنّني كنتُ من مؤيّدي جان كلود روفان بحكم الصداقة التلاقحيّة) بالرغم من أنّ كتاباته تحمل مضامين استشراقيّة وحتى صهيونيّة كما شرح إبراهيم نصر الله عن رواية «سلالم الشرق». وميشال الحلو على حق: فوز معلوف يجب أن يُرجع وزارة الثقافة إلى المسيحيّين. يستحقّونها.

0 تعليق

التعليقات