على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

هذا اليوم لم يكن عاديّاً. استيقظ فؤاد السنيورة من نومه على كابوس، وبدأ قراءة الصحف (الموالية للنظام السعودي). فجأة، وردت أخبار عن الانفجار في غزة وخروج المقاومين لتحرير بعض فلسطين من عام 1948. حدث لا سابق له. بكى فؤاد. بكى بحرقة. قال: أنا بكيتُ في حرب تمّوز، وها أنا أبكي اليوم لما أشاهد من عنف غير مُبرّر. السنيورة، لمَن لا يعرف، من أنصار ما يسمّيه المقاومة الديبلوماسيّة. وهو، كرئيس حكومة، طلب من المقاومة بعد حرب تمّوز أن تترك له مهمّة تحرير مزارع شبعا بالمقاومة الديبلوماسيّة. ويومها، ناصره في إيمانه هذا أحمد فتفت ومصطفى علّوش، وهما متمرّسان في المقاومة الديبلوماسية. والمقاومة الديبلوماسيّة هي الشق الخارجي لتلك التي يُطلق عليها محمود عبّاس اسم: المقاومة المدنيّة. (في المناسبة، ينسى اللبنانيّون أنه عندما انطلقت المقاومة العسكريّة ضد الاحتلال الإسرائيلي في عام 1982، كان محمد مهدي شمس الدين، الذي كان قريباً من نظام أمين الجميّل، من المطالبين بمقاومة «مدنيّة» لا عسكريّة. ما همَّ). السنيورة هو من أنصار المقاومة الديبلوماسيّة وأنتَ، حتى لو كنت معارضاً لسياسات السنيورة المالية التي أفقرت البلد، لا تستطيع أن تنفي أنّ الرجل وفى بوعده وأكمل تحرير مزارع شبعا بالطرق الديبلوماسيّة، وهو الآن منكبّ على تكثيف جهوده الديبلوماسيّة من أجل تحرير تلال كفرشوبا وبلدة الغجر. والسنيورة على يقين أنّه، بعد أن يكمل تحرير الأراضي اللبنانيّة المحتلّة، سيستمر في النضال الديبلوماسي حتى تحرير الإسكندرونة. والسنيورة، لمن نسي، كان قوميّاً عربياً في صباه ومشى في تظاهرة أو اثنتيْن، وكان ذلك قبل أن يعتنق عقيدة بوش. هل نسيتم أنّ السنيورة تلقّى في البيت الأبيض تربيتاً على كتفه من جورج بوش الذي أعلنه شخصاً مُحبّذاً منه؟ السنيورة اليوم يبكي كما بكى من قبل عندما شهد هزيمة إسرائيل. لماذا ينزع البعض نحو العنف، فيما تتجه دول الغرب إلى النزاع غير المسلّح وأوكرانيا خير دليل؟ ألم نرَ كيف نصح الغرب أوكرانيا بلجوء طريق التفاوض والسلام و... النضال الديبلوماسي؟

0 تعليق

التعليقات