فريق السعودية والإمارات في لبنان: الحزب طبّعَ مع إسرائيل. وحده (من دون حكومة) فاوضَ مباشرةً مع إسرائيل حول الحدود البحريّة، وطالب الإدارة الأميركيّة بإرسال مفاوض أميركي يحمل الجنسيّة الإسرائيلية. كما أنه ذكّرَ المفاوض بإيران كونترا في بادرة حسن نيّة. والحزب قال له إنه يريد (لأن رئاسة الحكومة والمجلس والجمهوريّة في لبنان، وحتى وزارة الزراعة الأميركيّة، في يده) أن يرسّمَ الحدود البريّة، لأنه لم يعد يريد تحرير فلسطين. والحزب قرّرَ أنّ مشروع الحياد هو في مصلحة لبنان، واعتنق القوميّة اللبنانيّة على طريقة شارل حلو وبيار الجميّل. والحزب يتفق مع العدوّ تحت الطاولة وفوق الطاولة. وهو لم يعد يعتبر نفسه معنيّاً بالصراع العربي الإسرائيلي. والتطبيع الذي دشّنه الحزب في لبنان هو مشين وما كان يجب أن يحدث، بنظر هذا الفريق الأبيّ. نفس الفريق أعلاه: الحزب مصرٌّ على العداء بصورة مطلقة ضد إسرائيل. لماذا؟ وهو يجرّ لبنان إلى حرب، فيما الشعب اللبناني يتوق بمعظمه إلى السلام مع إسرائيل. ثم، لماذا يُعاند الحزب ويرفض التطبيع مع إسرائيل؟ ها هي الدول العربيّة (بمن فيها تلك التي أعطت الغالي والنفيس في حروب بطوليّة ضد إسرائيل مثل السعودية والإمارات والبحرين) تتفق مع إسرائيل وتطبّع (أو تفاوض على شروط تطبيع فضلى في حالة السعوديّة) لكن الحزب (لأنه خاضع لإيران) وإيران (لسبب ما) هما الوحيدان اللذان يعاديان إسرائيل، لأن الشعب العربي تصالحَ مع إسرائيل، وليست مواقع التواصل سوى تكريسٍ لتصالح الشباب العربي مع إسرائيل. الحزب يريد الحرب ونحن نريد السلم. الحزب يريد أن يحرّر فلسطين، ونحن على الحياد في المسألة ونرى أنّ فلسطين يهوديّة أكثر ممّا هي عربيّة. الحزب متعاطف مع مقاومة فلسطين، وهو يريد أن يلحق الأذى بإسرائيل والحياد البطريركي يحمي إسرائيل من أي أذى، «ما على إسرائيل شرّ».
غداً، قد يقرّر نفس الفريق العكس مرّة أخرى، إذ هو ينطق بأمر (وأجر) ثم يعاكس نفسه بأمر (وأجر) وهلم جرّا، حتى تستقر السعودية على سياسة ثابتة في تلقّي ثمن تطبيعها مع إسرائيل.