على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

قرّرت الحكومة السويسريّة (حكومة لطيفة وهادئة ومحايدة مثل البطريرك) قطع التمويل عن جمعيّات فلسطينيّة وإسرائيليّة بسبب ثبوت المخالفة لعقود التمويل من ناحية حظر إزعاج إسرائيل أو إدانتها. الأمر لن يسري بالضرورة في لبنان، لأنّ الجمعيّات عندنا مطيعة ولم نرَ حيداً عن عقود التمويل. الجمعيّات وأصحابها التزموا الصمت المطبق عن فلسطين، فيما حاول بعضهم التعبير عن تعاطف غربي، بلغة غربيّة، عن فلسطين، بكلام نسمعه على ألسنة الناطق باسم وزارة الخارجيّة: عن وقف المستوطنات وعن ضرورة دفع عمليّة السلام (زار وفد تغييري من مارك ضو ووضاح صادق وغيرهما السفير السعودي عشيّة القصف على غزة من أجل تنشيط مسيرة السلام وفرض «حل الدولتيْن»). لكن لدينا كثير لنتعلّمه من دول أوروبا: حريّة التعبير مثلاً، رغم حظر تظاهرات من أجل فلسطين، وهناك ضريبة تُفرض اليوم في فرنسا على المتظاهر بقيمة 350 يورو، ومدينة برلين الحرّة (التي حوّلتها الدعاية السياسية الأميركيّة في الحرب الباردة إلى رمز الحريّة) حظرت في المدارس العلَم الفلسطيني وحتى الكوفيّة. وهناك بلديّات غربيّة تنظر في إمكانية حظر شعار «من البحر إلى النهر» لأنّه «لا سامي» ويتضمن تهديداً لأمن إسرائيل. أما أغنية «أصبح عندي الآن بندقيّة» لأم كلثوم، فهناك لجنة خاصّة تنظر في أمرها في البرلمان الأوروبي للحكم فيما إذا كانت معادية للسامية أم لا... هذه الحريّات، وحدود الحريّات، أمر يمكن أن نتعلّمه هنا. وهناك من يتمثّل في لبنان لديموقراطيّة إسرائيل (جان عزيز وغيره): إسرائيل فرضت قانون حظر «التحريض ضد الدولة» في حالة الحرب، كما أنّ الكنيست الديموقراطي ينظر في قانون يمنع استهلاك وسائل إعلام عدوّة إذا ما واظب المرء على متابعتها. وهناك 120 عربياً في السجن في دولة العدو لمخالفتهم قوانين حظر حريّات التعبير للعرب في ما يهدّد أمن الدولة الشديدة الحساسيّة. ونستطيع أن نتعلّم من دول الغرب حب السلام، فقط كخيار للعرب، مع الأخذ في الحسبان حاجة إسرائيل الحضارية إلى الارتكاب المنتظم والدوري لجرائم الحرب منعاً للكراهية.

0 تعليق

التعليقات