على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

صدر عنوان عريض في جريدة «القبس» الكويتيّة: «شخصيّات عربيّة مؤثّرة: أوقفوا الحرب على غزة». (صحف الكويت انحدرت بصورة فظيعة بعد هجرة الفلسطينيّين القسريّة بعد عام 1990). تقرأ «شخصيّات عربيّة مؤثّرة» وتفترض أنّ هؤلاء يؤثّرون في الرأي العام العربي إلى أن تطالعك صورة ميشال سليمان وأمين الجميّل. تسأل: هل يؤثّر هؤلاء على أحد؟ فؤاد السنيورة هو أحد المؤثّرين، لكنّه فقد تأثيره السني الصيداوي منذ أن حاول منافسة سعد الحريري على الزعامة (بإيعازٍ سعودي). وعمرو موسى والأخضر الإبراهيمي أداتان سعوديّتان لا أكثر. ويؤثّر وليد جنبلاط في نحو 70 في المئة من الدروز. أما إياد علاوي (مُخترع قصّة محاولة اغتياله من قبل نظام صدّام بالفأس، لأنّ عمليّة القتل تكون نظيفة بهذه الطريقة، لكنه نجا منها بخدشٍ في إصبعه الصغير)، فهو كان متأثّراً (لا مؤثراً) بأوامر جيش الاحتلال الأميركي الذي نصّبه، ثم تأثر بالمال السعودي الذي كان يموّل حملاته الانتخابيّة. يبدأ البيان الجماهيري بالتأكيد أنّ «الأفعال التي ارتُكبت تتعارض مع ثقافتنا العربية، وكذلك مع المعتقدات والقيم الإسلاميّة». لكن ما هي هذه الأفعال؟ لا يوضح البيان ذلك، ويمكن سؤال ميشال سليمان عن الأمر، وخصوصاً أنّه خبير عسكري ضليع شهدت له ساحات الوغى في مقارعة العدوان الإسرائيلي. والسنيورة، كما هو معروف، لا عنفي يحبّذ مبدأ «المقاومة الديبلوماسيّة»، التي انتهجها بديلاً عن المقاومة العسكريّة منذ انتهاء حرب تمّوز وقد أدت إلى استعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. وهناك من يقول إنّه يركّز الآن على استعادة اللواء السليب. والمؤثّرون ذوو السحر الجماهيري (لديهم من الجماهيريّة ما يتجمّع في قاعة اجتماع للكتلة الوطنيّة في بيروت) يدعون إلى «إحلال السلام». إسرائيل تمعن في العدوان وهؤلاء يصرّون على إحلال السلام معها. ويقول المؤثّرون: «منطقتنا تستحق السلام». أوّاه، هذا حلم شمعون بيريز في تحقيق السلام في منطقة تندمج فيها إسرائيل. والمؤثّرون لا يتركون مجالاً للشك من ناحية تطمين إسرائيل، إذ يطالبون بتحقيق «السلام للجميع». أي إنّ الجيش الذي يحرق غزّة يستحق السلام هو الآخر. إنّها ليالي الرياض.

0 تعليق

التعليقات