على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

أعداء الصهيونيّة العرب مدينون لإسرائيل. بجدّ. حالما تمرّ سنة أو اثنتان من ضخّ أفكار التطبيع والسلام مع إسرائيل في الإعلام العربي، ترتكب إسرائيل جرائم حرب جديدة. لا تستطيع إلّا أن تلقّن جيلاً عربيّاً جديداً عن طبيعتها العدوانيّة وعن تضادّ مصالحها مع مصالح العرب. يستطيع كلّ عربي أن يرسم مسار حياته بناءً على سلسلة من الحروب والغزوات وأعمال العدوان الإسرائيليّة (كنت أتذكّر سنوات ميلاد صديقات بالإشارة في ذهني إلى هذا الاجتياح الإسرائيلي أو تلك الغزوة أو الاغتيالات). ونحن الذين نعادي إسرائيل ولا نريد الصلح أو التطبيع معها، نجهد لنقاوم الفكر التصالحي التطبيعي الذي تُنفق عليه مليارات لزرعه في نفوس العرب، لكن هجوماً إسرائيليّاً واحداً يذكّر كل العرب بحقيقة شرور إسرائيل، وينسف كل العمل الذي قامت به قوى التطبيع لتغيير أهواء الرأي العام العربي. لاحظتُ أنّه حتى في الصفحات السعودية والإماراتيّة، هناك أناس كانوا صامتين أو متماشين مع التطبيع وغيّروا آراءهم بعد العدوان، منهم مثقّفون عادوا إلى رشدهم أو إلى قواعدهم (طبعاً، يُستثنى من هؤلاء الإعلاميّون اللبنانيّون العاملون في إعلام الخليج، وأكثر الناس طاعةً وإذعاناً وسجوداً فيهم هم الشيعة). لكن لا يُعوَّل على من غيّر رأيه بإسرائيل تماشياً مع حاكم، ولو عاد وعبّر عن عدائه من جديد، لأنّك لا تعرف إذا كان سيدوم موقفه. كلّ سنة أو اثنتين، يكتشف العرب، بعضهم للمرّة الأولى، كم أنّه لن يهنأ لنا بال ولن تستقيم لنا حياة طبيعية بوجود هذا الكيان الاحتلالي. لا يمكن. نحن نشاهد أدلّة حسيّة كلّ بضع سنوات على عدم جواز التصالح مع إسرائيل. كل الإنفاق الغربي في ضخّ ثقافة السلم والقبول بالآخر (ولو كان محتلاً معتدياً) يتبخّر عند أوّل عمليّة قتل أطفال. أوتدرون كم قتلت إسرائيل من أطفالنا منذ عام 1948؟ أليس معيباً أنّه ليست لدينا قائمة شاملة بأسماء وأعمار وصور أطفالنا الذين قتلتهم إسرائيل؟ هؤلاء تاريخنا المعاصر.

0 تعليق

التعليقات