مقابلة وليد جنبلاط مع ألبرت كوستانيان. 1) كم أنّ الإعلام المحلّي (الذي يتلقّى التمويل من واشنطن والخليج) يستورد مصطلحات ومعايير إعلام الغرب الصهيوني. لا زيف في نصرة عدوان إسرائيل. بدأ كوستانيان المقابلة بالإصرار على استحصال إدانة من جنبلاط لعمليّة «حماس»، وعندما فشل في مسعاه عادَ وكرّرَ، وكان واضحاً أنّه يلعب دوراً مرسوماً لتوضيح خط المحطة (التي تأسّست بمبادرة إسرائيليّة).
2) يعوّل كوستانيان على صحوة «المجتمع الإسرائيلي» ويدلّل على لابيد والقوى «الليبراليّة»، ويشير إلى معارضتهم لنتنياهو. جميل هذا الإصرار بعدما أصبح حزب العمل يحصل على ثلاثة أو أربعة مقاعد ولا يزال هناك من يعوِّل عليه. وحزب العمل هو المسؤول الأوّل عن المستوطنات وعن كل جرائم الحرب منذ النكبة وعن مجازر التسعينيّات عندنا. ثم خلاف لابيد والمعارضة الإسرائيليّة لم يكن حول السياسة نحو الفلسطينيّين. أبداً. كان حول إدارة شأن اليهود في السياسة الداخليّة. كانت الأعلام الفلسطينية والشعارات ضدّ الاحتلال تُمنع وكان بعض حامليها يتعرّضون للضرب. جنبلاط رفض فكرة التعويل لكنّه استشهدَ برابين. رابين المسؤول ليس عن جرائم النكبة التي زها بها في النسخة العبريّة (فقط) من مذكراته، بل هو المسؤول عن خديعة أوسلو أيضاً. وعرفات كان يُعدّ للعودة إلى الكفاح المسلّح (عندما قتلته إسرائيل) نتيجة خيبته المتأخرة من المسار.
3) العودة إلى الإستراتيجيّة الدفاعيّة ودور الجيش. أي دور للجيش؟ هل قام الجيش بواجبه؟ جنبلاط أشار إلى قيام الجيش (الذي تعرّض إلى ضربات مباشرة ثلاث مرات على الأقل) بـ «تفكيك صواريخ» في الجنوب. هل دور الجيش ينحصر في حماية العدوّ من الصواريخ أم في حماية الجنوب الذي ليس لديه من يحميه إلا المقاومة (وميشال سليمان)؟
4) من الواضح أنّ كوستانيان لم يكن يريد أن يدع جنبلاط يشير إلى أنظمة الخليج. كوستانيان يريد فقط نقد النظام المصري، أما أنظمة الخليج، فهي راعية الثورة التي انخرط هو فيها.
5) نسب لعبد اللهيان كلاماً لم يقله، عن أنّ لبنان حاضر للحرب. قال عكسه: قال إنّ القرار بيد المقاومة في لبنان.