على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

كلّ شيء سيتغيّر بعد غزة. لا، كل شيء يجب أن يتغيّر. يجب أن نُعيد النظر في كل شيء: في الأحلام وطعم المياه ونظرتنا إلى شروق الشمس. نحن نعيش بعدما فقدنا أكثر من عشرة آلاف من أفراد عائلتنا. أكثر من خمسة آلاف طفل. من ينسى أفراد عائلته وقد قُتلوا على يد عدوّنا التاريخي؟ عدوّنا التاريخي يقول لنا، أمام العالم أجمع وبكلّ اللغات، إنّه يحتقرنا وإنّنا أشبه بالحيوانات، وإنّه لا يعاني من تأنيب الضمير عندما يقتلنا. كيف يمكن أن يبقى كل شيء كما كان؟ وزير الخارجية السعودي قادَ مجموعة من وزراء الخارجيّة العرب في رحلة إلى... الصين. نطلب العلم في الصين، صحيح، لكن نطلب وساطة الصين لوقف عدوان إسرائيل؟ واشنطن أقرب بكثير من الصين، على بُعد رمية حجر من الرياض. الرياض لم تكتفِ بتنظيم «موسم الرياض» (الذي جمع أسوأ ما صدر في الفن اللبناني)، بل تنظّم (وفق ما أعلن تركي آل شيخ، قيصر الثقافة في العالم العربي) أوّل مهرجان عالمي للكلاب. بجدّ. هناك تشفٍّ وشماتة في الإعلام والترفيه السعوديين بغزة. وقف تركي آل شيخ وجاهر بالترويج بنفسه لمطاعم «ماكدونالدز» التي قدّمت وجبات مجانيّة لجنود الاحتلال. كيف يمكن لمسار التطبيع أن يمشي كما كان؟ ماذا نحن فاعلون؟ مشاهد التظاهرات من واشنطن إلى لندن لافتة في حشدها، لكن أليس هناك غير اليمن الثائر الذي تفوّق في الحشد على تظاهرات الغرب؟ اليمن الجائع والمحاصر لم يكتفِ بتنظيم تظاهرات في كل مكان، بل زاد عليها في إطلاق الصواريخ ومصادرة سفينة إسرائيليّة المصدر. هذا العدد الهائل من الضحايا والدمار لا يجب أن يمرّ من دون حساب وعقاب. الأنظمة ليست في الوارد، كلّها من دون استثناء. تونس لا تزال تناقش ثم تجمّد قانوناً لتجريم التطبيع. بدأ هذا منذ الإطاحة بابن علي، وأميركا تتدخّل وتُجهض المشروع. لن نغترّ. لكن ماذا نفعل بالغضب؟ يمكن أن يتحوّل إلى طاقة إيجابيّة ترفد العمل المقاوم في كل مكان كي نحقّق تحرير فلسطين. الشعار لم يعد خيالياً.

0 تعليق

التعليقات