على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

هناك فئة من الانعزاليّين الطائفيّين الذين لم يتعلّموا من تجربة عام 1982. هؤلاء ينتظرون الترياق، دائماً، من الخارج. هؤلاء هم الذين استجدوا دخول الجيش السوري إلى لبنان في عام 1976، ثم استنجدوا بالجيش الإسرائيلي في عام 1982. وهؤلاء أنفسهم استنجدوا، مع كل فريق 14 آذار، بالجيش الإسرائيلي في حرب تمّوز. هؤلاء اليوم استبشروا خيراً عندما سمعوا عن تحرّك حاملات طائرات وبوارج أميركيّة نحو لبنان. أعلنوها على المواقع: الأسطول الأميركي سيأتي إلى لبنان، ويجرّد الحزب من سلاحه. ينسى هؤلاء أنّ أميركا كانت في لبنان عندما كان الحزب جنينيّاً، ونجح الأخير في طردها. ساعة يهدّدون الحزب بأميركا وساعة بإسرائيل. وهؤلاء هدّدوا الحزب بـ «عاصفة الحزم» (هل تذكرونها؟) عندما انطلقت ضدّ اليمن. ما سبب هذه الرهانات الخاسرة؟ يظن هؤلاء أنّ أميركا لن تكتفي بتجريد الحزب من سلاحه، وأنّ عناصره سيمشون في طابور نحو الحدود السوريّة، بل يحلمون بأنّ أميركا ستعزّز صلاحيات رئيس الجمهوريّة لتُرجعها كما كانت قبل الطائف. أميركا ستنتزع وزارة المالية من براثن الشيعة لتمنحها للموارنة من جديد. لكن نسي هؤلاء أنّ كلّ تدخّل خارجي عوّلوا عليه خذلهم. عوّلوا على أميركا إلى أن أتى المبعوث دين براون في عام 1976 ونسبوا إليه (زوراً) أنّه عرض المجيء بسفن أميركية لترحيل المسيحيّين. هؤلاء كانوا سابقاً في الستينيات يستنجدون بأميركا: كان بيار الجميل وكميل شمعون وريمون إدة وشارل حلو يلحّون على أميركا بالتدخّل المباشر في لبنان لكسر شوكة اليسار الدولي (ينسى البعض كم كان الانعزاليّون في لبنان يحتجّون على وجود اليسار الدولي. هؤلاء كانوا يعترضون على الترخيص للأحزاب اليساريّة، لأنّهم اعتبروا أنّ ولاءها خارجي. قالوا ذلك عندما كانوا يتلقّون المال والسلاح من إسرائيل). الآن يهدّدون الحزب بالفصل السابع. على الحزب أنّ يوضّب أغراضه ويستعدّ. حلف شمال الأطلسي سينظّف لبنان من المقاومة، ويخدم أمن إسرائيل وصلاحيات رئيس الجمهوريّة الماروني. تستطيع أن تحلم إذا كنت انعزاليّاً، وتستطيع أن تحلم بأنّ الأيام التي تلت تنصيب بشير الجميّل شهدت ثورة في الإدارة.

0 تعليق

التعليقات