على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

أُقصيت رئيسة جامعة بنسلفانيا، ليز ماغيل. صحيح أنّها استقالت، لكنّ استقالتها كانت مثل إعلانات عزل وزراء في السعودية: «بناءً على طلبهم». استقالت لأنّ مجلس الأمناء والمتبرّعين الأسخياء فقدوا ثقتهم بها. شبحٌ يطغى على الجامعات الأميركية، وهو شبح معاداة اليهوديّة. لا، ليس هناك من خطر معاداة اليهودية في البلاد، لكنّ هناك شبح معاداة فلسطين، لكن باسم معاداة معاداة الساميّة. معاداة معاداة الساميّة قضيّة مقدّسة في الغرب، ولا تُجاريها معاداة أخرى. العنصريّة ضد السود وضد العرب والمسلمين ليست أبداً بالمستوى نفسه لكراهية اليهود. الكراهيات في الغرب ليست سواسية. في ألمانيا، تحاول الدولة والمجتمع التغاضي، ليس فقط عن المحرقة، بل عن استمرار معاداة اليهودية في المجتمع بين البيض العنصريّين. والتغطية على معاداة اليهودية في الغرب سهلة: ما عليكَ إلا أن تُعلن موقفاً متعصّباً في تأييد إسرائيل وحروبها واحتلالاتها. لكن ما جرى في حالة رؤساء الجامعات سيكون له وقعٌ كبير. على المدى القصير، ستتنافس الجامعات في تقييد حريّة عمل التنظيمات الطلابيّة الناشطة مع فلسطين (جامعة برانديس كانت الأولى التي تحظّر عمل نادي فلسطين). وسيكون هناك حظر لشعارَيْ «انتفاضة» و«من النهر إلى البحر» (اقترحتُ على بعض الطلاب هنا استبداله بـ«من الماء إلى الماء»، وفقاً للهُتاف العسكري للجبهة الشعبيّة: «شعبيّة، شعبيّة، جبهتنا شعبيّة. بدنا نحرّر فلسطين، من المَيّة للمَيّة»). الحرب على رؤساء الجامعات النخبويّة قاسية، وخصوصاً أنّ هناك دوراً كبيراً للمتبرّعين الصهاينة في تنمية الجامعات. والذي يقود الحرب على رؤساء الجامعات هو مثلّث من المتبرّعين الكبار، والمنظّمات الصهيونيّة المرتبطة باللوبي الإسرائيلي، والكونغرس الأميركي. تتعرّض الحريّة الأكاديميّة لأكبر ضغط منذ الحملة المكارثية ضد الشيوعيّة. على المدى الطويل، سيكون هناك ردّ فعل عكسيّ كما حدث في حالة مكارثي. سيتجرّأ شخص واحد أو أكثر على اتخاذ موقف شجاع والصياح «كفى» في وجه المنظّمات الصهيونيّة التي تمادت كثيراً في الحضّ على قمع حريّة التعبير لحماية إسرائيل من النقد. وكلّ الجامعات عرضة لضغط: الجامعات الحكومية من المجالس الاشتراعيّة في الولاية، والجامعات الخاصّة من المتبرّعين.

0 تعليق

التعليقات