على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

نتحدّث عن الصهيونيّة العربيّة، لكن ليس هناك من حركة عربيّة حقيقيّة تعتنق الصهيونيّة. هناك أصوات وكتّاب يلهجون بحمد الأجندة الصهيونيّة، صراحةً أو مواربةً، لكن كلّ هؤلاء لا يندرجون في نطاق حركة شعبيّة تعبّر عن رأيٍ وازنٍ في العالم العربي. وهؤلاء الأفراد يعملون في نطاق الإعلام الخليجي أو إعلام السّيسي. لا يمكن الحديث عن تيّار صهيوني في المزاج العربي. وهؤلاء الأفراد موجودون أيضاً في داخل سلطة أوسلو. كلّ فكرة محمود عبّاس، منذ أن كان مستشاراً خائباً لعرفات، تكمن في شعار «العين لا تُقاوم المخرز» وأنّ إسرائيل ستنهار من الداخل وما علينا إلا الاستسلام لها وأن ننتظر، كمن ينتظر سقوط الثمرة اليانعة في أوانها. تقوم الصهيونيّة على احتقار العنصر العربي: كيف يمكن لعربيّ أن يؤمن بها إلا إذا كان يحتقر نفسه؟ وهناك دائماً أناس يتربّون على احتقار الذات. وهناك عرب يعملون في منظّمات صهيونيّة في عواصم الغرب. هؤلاء لا يشكّلون تياراً أبداً. حاول هؤلاء اختراق الإعلام الغربي ومراكز الأبحاث لكن فشلوا فشلاً ذريعاً (بسبب غياب الموهبة) فلم يعد أمامهم إلّا العمل في منظّمات صهيونية مقابل أجور محترمة. وينحصر عملهم في ترداد ما يُكتب ويُقال لهم في لغات أجنبيّة وعربيّة. في لبنان، الأمر مختلف لأنّ هناك في الثقافة السياسيّة للبلد (كما في فرع القوميّة الفرعونية عند قلّة في مصر) فكرة أنّ اللبنانيّين (غير المسلمين) هم أعلى مرتبة عرقياً من العرب والمسلمين، وأنّ الحركة الصهيونية هي توأم لفكرة الوطن القومي المسيحي. بعض المسلمين في حركة 14 آذار اعتنقوا الفكرة من دون إدراك العنصر المُهين لهم فيها. هؤلاء يتمنّون الفوز لإسرائيل لأنّ في ذلك خلاصهم من بني جلدتهم. يعوّلون مرّة تلو أخرى، وحرباً تلو أخرى، ولا يحصدون إلّا الخيبة. وصلت الملعقة إلى أفواههم، لكنّ حبيب الشرتوني وفريق المقاومة سحبها منهم. كان النظام السعودي يجنّد كتّاب «الجهاد ضد اليهود»، وهو اليوم يجنّد كتّاب «الجهاد من أجل الصهيونيّة». وبعض الأقلام المخضرمة تتنقّل من جهاد إلى آخر، لعلّنا لا نلاحظ. نلاحظ.

0 تعليق

التعليقات