على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

سخرنا كثيراً، وعن حق، من شعار «سنختار زمان ومكان المعركة» الذي تخصّص به النظام البعثي في سوريا. سئمنا عدواناً إسرائيلياً يمرّ من دون عقاب أو ردّ. تخصّصت دولة لبنان في هذا قبل الحرب وقبل بروز المقاومة الرادِعة. أصبح شعار «اختيار زمان ومكان المعركة» تذكيراً بعدم النيّة للردّ على عدوان إسرائيل. الطريف أنّ أميركا ردّدت الشعار بالنسبة إلى صدّ السفن المتجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر. أمين عام حزب الله قال في خطاب أخير له إنّ الحزب لا يلتزم بهذا الشعار. لكن، لا، الحزب وحده له المصداقيّة في رفع هذا الشعار، لأنّه يعني ما يقول ويقول ما يعني. هو في الحرب الداعمة في الجنوب يحدّد مكان وزمان المعركة المُسانِدة لغزة. هو يُرغم العدوّ على منازلته وفقاً لشروطه هو. هذا جديد في صراعنا الطويل مع إسرائيل. المباغتة والصدمة كانتا للعدوّ، فأصبحتا اختصاصاً للمقاومات الباهرة. تسارع الصراع مع إسرائيل وتكثّفَ في العقديْن الماضييْن. تحرير الجنوب ثم حرب تمّوز أدخلانا في حقبة جديدة. لكن هناك من يعيّر الحزب (وكل هؤلاء منضوون في الخندق الإسرائيلي ــ الخليجي) بأنّه هو مَن اعتدى على إسرائيل. فؤاد السنيورة (الذي بات دوره في هذه الحرب رديفاً لأدوار لبنانيّين سبقوه، مثل إميل إده والمطران مبارك وشارل مالك وغيرهم)، قالها بصراحة في مقابلة: إنّ لبنان اعتدى على إسرائيل. السنيورة لم يستعمل هذا التوصيف على مرّ السنوات التي تلت حرب تمّوز عندما كانت إسرائيل تعتدي على سيادتنا بصورة شبه يوميّة. هو منصرف إلى النضال الديبلوماسي الذي مكّنه من تحرير مزارع شبعا، كما وعدنا غداة حرب تمّوز. لا، حزب الله لم يعتدِ على إسرائيل، بل ساند المقاومة في غزة من منطلق وحدة الساحات وقوميّة المعركة. ماذا يقول عن ذلك القومي العربي السابق؟ الحزب فتح جبهة من ضمن حرب واحدة فتحتها إسرائيل. واليمن يُساند كما العراق (أو بعضه) كما بعض لبنان. نحن بتنا نختار زمان ومكان المعركة، والعدوّ في تخبّط وحيرة من أمره.

0 تعليق

التعليقات