على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

لا يزال العراق واقعاً تحت الاحتلال الأميركي. وكل من تعاقبَ على الحكم فيه (من كل الطوائف وفي كل المواقع) هو أداة منفِّذة لمشيئة الاحتلال. رئيس الوزراء العراقي الحالي، محمد السوداني، ثار وغضب لخبر قصف إيران موقعاً موسادياً في إربيل. وتغلغل الموساد في إربيل ليس سراً، على الأقل ليس في الصحافة الأميركيّة. «نيويورك تايمز» اعترفت قبل سنتين بأنّ الاستخبارات الإسرائيليّة تستعمل إربيل مقرّاً وممرّاً لعمليّات ضدّ إيران. وإيران حذّرت حكومة العراق من مغبّة هذه الأعمال، لكن الحكّام ليسوا أحراراً. هم خاضعون للسعودية وأميركا معاً. وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، يجودُ كثيراً في الصحافة السعوديّة بالتنديد بإيران. ونوري المالكي، الذي انضمّ بعد خروجه من الحكم إلى محور الممانعة بقدرة قادر (واستُقبل في لبنان استقبالاً حافلاً من قبل حزب الله والتقى أمينه العام)، التقى بالسفيرة الأميركيّة قبل أيّام ودعاها إلى «وضع حدّ لحالة التوتّر في المنطقة». هناك حرب إباديّة تحدث في فلسطين والمُمَانِع المالكي يصفها بـ «حالة التوتّر في المنطقة». لم يكتف المالكي بذلك، بل تباحث أيضاً مع السفيرة، تحت أغصان الزيزفون، في تحسين العلاقة بين البلدَيْن. وفي الوقت الذي ترعى فيه أميركا، لا بل تشارك في، الحرب الإباديّة في غزة، بحث المالكي (بحسب بيان من مكتبه) في «العلاقات الثنائيّة بين البلدَيْن»، مشدّداً على «أهميّة تعزيز علاقات الصداقة والتعاون والمضي في إدامتها وتطويرها بما يخدم مصالح الشعبين العراقي والأميركي». الغريب أنّ المالكي لم يجد مناسبة لبحث مسألة تطوير وتحسين العلاقات بين البلدَيْن، إلا عندما كانت أميركا تقصف بلده وتقصف أيضاً اليمن وسوريا وتشارك في الحرب الإسرائيليّة على غزة. وأميركا تقصف هذه البلدان من دون أي تنديد من حكومة العراق الخاضعة للاحتلال. طبعاً، ذكر مكتب المالكي الحرب في غزة وطالب بـ «فتح ممرات إنسانيّة». حالة المالكي مهمة كي نعرف أنّ لا ميزة لشيعي على سني أو لديني على ملحد أو العكس في مسائل المقاومة والرفض والسيادة.

0 تعليق

التعليقات