على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

استطلاعات الرأي تصنع أو توجّه الرأي العام أكثر ممّا تقيسه. نيتشه قال عن الرأي العام إنه «كسل خاص». «معهد واشنطن» (الذراع الفكري للّوبي الإسرائيلي الذي اتخذ مواقف حماسيّة مع الإبادة في غزة)، يُجري استطلاعات رأي دوريّة ويلزّمها (في لبنان) لشركة لبنانية رجعيّة لتأتي بالنتائج المتوخّاة. أراد المعهد أن يقلّل من نسبة التعاطف اللبناني مع غزة، فسأل في استطلاع جديد: ألا ترى أنّ الإصلاحات الداخليّة أهم من السياسات الخارجيّة؟ ولماذا تضع الإصلاح في تضاد مع مناصرة فلسطين إلا إذا أردت أن تخفّف من النسبة؟ في ما يتعلّق بحلّ سلمي للصراع، توقّع ذلك 56 في المئة من السنّة، و75 في المئة من المسيحيّين، فيما كانت نسبة الشيعة هي 25 في المئة فقط. لكن 99 في المئة من اللبنانيّين وافقوا على ضرورة قطع أي تواصل بين الحكومات العربيّة وإسرائيل (ترى هنا كم أن جعجع والجميل وريفي يشذّون عن الإجماع). ووافق معظم اللبنانيّين على إمكانيّة هزيمة إسرائيل مستقبلاً (نسبة معارضة المقولة كانت الأعلى بين الدروز والمسيحيّين: 15 في المئة). الموقف الإيجابي من حزب الله هو بنسبة 34 في المئة عند السنة مقابل 29 في المئة عند المسيحيّين (هناك زيادة غير كبيرة عند السنّة مقارنة بسنوات ماضية). التأييد عند الشيعة بنسبة 93 في المئة، يعبّر 89 في المئة منهم عن نظرة إيجابيّة «جداً». كما أنّ هذه الأرقام تختلف مع الانطباع الذي يتركه الإعلام الخليجي وتصريحات ومقابلات التغييريّين الذين يصرّون على أنّ الشيعة باتوا في صفّهم في خندق المحمديْن. يتضايق المُستطلع من هذه النتائج، فيضيف جملة اعتراضية في التقرير أنّ النتائج صعبة الحسم نظراً إلى دقّة المواضيع. لكن هذه الجمل الاعتراضيّة لا ترد في نتائج تكون مُسرّة للصهاينة. ووافق 63 في المئة من السنة و69 في المئة من المسيحيّين و17 في المئة فقط من الشيعة على أنّ الحوثيّين والحزب وإيران يبدون تمنّعاً عن مساعدة الفلسطينيّين (كان هذا قبل تعطيل الحوثيّين لمسار الملاحة في البحر الأحمر). وينظر معظم اللبنانيّين (79 في المئة) إلى «حماس» بإيجابيّة، بينما تتدنّى النسبة عند المسيحيّين لتصل إلى 38 في المئة. لكن التقرير لا يبرز التوزيع بين السنة والشيعة لأنّ ذلك يضرّ بمصلحة الصهيونيّة.

0 تعليق

التعليقات