على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

ظنّ بايدن وفريقه أنّ دعم حرب الإبادة في غزة على مدى أكثر من ثلاثة أشهر، لن يكون له ثمن. هؤلاء، وبتحريض من اللوبي الإسرائيلي، تلقّوا تطمينات من خبراء «معهد واشنطن» بأنّ العالم العربي خانع وخامل ومستكين، وأنّ الأنظمة ستتدبّر أمر قمع الشعوب، كما في كل مرّة. هؤلاء الخبراء أكّدوا لبايدن أنّ الشعب العربي هو، تماماً على نسق محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، لا يكترث لمصير الشعب الفلسطيني. مقتل ثلاثة جنود أميركيّين سيدفع الإدارة الأميركيّة إلى واحد من اتجاهيْن: إما الدفع إلى حرب أميركيّة مباشرة ضد إيران، وهي حرب تريدها إسرائيل والحزب الجمهوري، أو الدفع إلى إعادة النظر في هذا التبنّي المُجرم لحكومة بايدن في حرب الإبادة. استكانة الرأي العام العربي منذ غزو العراق، أمدّت محور الإبادة الغربي ــ الإسرائيلي بثقة مفرطة بصوابية الغزوات والقصف والتدمير في بلادنا. وتدمير سوريا وليبيا من الغرب، حدث بدعم وتمويل خليجي عربي (وسعود الفيصل اعترف بأنّ بلاده أسهمت سراً في دعم الغزو الأميركي للعراق) وتصفيق من جماهير عربيّة. من المبكر توقّع نتائج النكبة الثانية، لكن ارتداداتها الكبرى ستأتي بعد حين، وليس في عجالة. كما في نكبتنا عام 1948، هناك اليوم صبية وشباب وشابات في غزة (وفي العالم العربي) يعدّون العدّة للانتقام الأكبر. والانتقام بات صنعة يجيدها الشعب الفلسطيني كما حصل في 7 أكتوبر. الاقتصاص من عدوّنا فنّ متوارث وإتقانه بات اختصاص المتمرّسين في المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق واليمن. نكون من دون أحاسيس وعروق لو أنّ هذه النكبة تمرّ من دون عقاب. من سيجرؤ بعد اليوم على نصحنا بالسلام مع نظام الإبادة العنصري؟ أيٌّ من الحكومات العربيّة ستجرؤ على تلبية مطالب إسرائيل في غزة. الخطة الأميركيّة الأخيرة، ستعتمد على سلام فيّاض، كرئيس حكومة مُنصَّب ذي صلاحيات (تماماً، كما أتى الموساد بمحمود عبّاس كرئيس حكومة لإضعاف عرفات). المرّة الأخيرة التي خاض فيها فيّاض الانتخابات نال واحداً في المئة من أصوات شعبه (هذا من كان يناديه بوش بـ «يا غلامي»). ستتوقّف هذه الحرب المجنونة، لا محالة.

0 تعليق

التعليقات