على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

لا يمكن الحديث عن المقاطعة من دون التنويه بالراحل سماح إدريس. شَغَلته على مدار الساعة وكان دائم النصح لنا بضرورة الالتزام بمقاطعة قائمة من الشركات حول العالم. وكان يتضايق لأنّ محور المقاومة لم يكن متحمّساً كثيراً لمشروعه. الراحل محمد حسين فضل الله بارك نشاطه وأفتى بالمقاطعة. قد يرتاب بعضهم من المقاطعة لأنّ الحركة السلميّة تبدو كأنّها قرينة قرع الطناجر ومستوردات الغرب. لكن، لو أنك تعيش في الغرب، ستدرك كم أنّ المقاطعة فاعلة ومؤثّرة. والمقاطعة ليست بديلة عن المقاومة، بل هي مكمِّلة وتخدم من يؤثر بأضعف الإيمان. في لبنان، يسخرون من المقاطعة ويجاهرون بنبذها. قبل الحرب، كان العالم العربي (عبر مكتب خاص في الجامعة العربيّة) يلتزم على مستوى الحكومات بمقاطعة إسرائيل والشركات المتعاونة معها. المقاطعة كانت فاعلة إلى درجة أنّ شركات غربية، وحتى أميركيّة مثل «سايفويي»، كانت تُحجم عن الاستثمار وفتح الفروع في «إسرائيل» خوفاً من سيف المقاطعة العربيّة. وكانت بعض الشركات تتحايل على القانون الأميركي للالتزام بالمقاطعة التي جعلها الكونغرس مخالفة للقانون من قبل الشركات الأميركيّة. لكن المقاطعة الرسميّة ماتت بعد حرب الخليج في عام 1991، عندما أمرت إدارة بوش الحكومات العربيّة بنبذ المقاطعة لمكافأة أميركا على حربها الوحشيّة في الخليج. لبّوا صاغرين. اليوم بعد ظهور حركة «بي. دي. إس»، أصبح اللوبي الإسرائيلي يحاول أن يحظر مقاطعة الأفراد. وقد سنّت سبع وثلاثون ولاية قوانين لمنع المقاطعة. بعض الولايات تُلزم الموظفين بتوقيع تعهّدٍ بعدم الالتزام بالمقاطعة. في هذه الحرب، دبَّت الحميّة في المقاطعة ضد شركات «ماكدونالدز» و«بيبسي» و«كوكا كولا» و«نستله» و«ستاربكس»، لتقديمها خدمات لجيش الإبادة الإسرائيلي. هذا الأسبوع، وردت أرقام تثبت أنّ «ماكدونالدز» و«ستاربكس» خسرتا أرباحاً هائلة في العالمَين العربي والإسلامي بسبب هذه المقاطعة. تركي آل شيخ (قيصر الترفيه العربي الراقي) تحدّى المقاطعة في حمأة العدوان وشجّع على ارتياد «ماكدونالدز» بالاتفاق مع الشركة. هذا جانب من التحالف المباشر مع إسرائيل. طبعاً، هناك ملاحظات على حركة المقاطعة: إنّها لا تأخذ موقفاً حاسماً بالنسبة إلى الحلّ النهائي لأنّها لا تريد تنفير دعاة الدولتَيْن.

0 تعليق

التعليقات