على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

اجتمع ممثّلو الفصائل والمنظمات الفلسطينيّة في موسكو برعاية «السيّد الرئيس» أبو مازن. البيان الختامي كان سقطة لكلّ من وافق عليه. لقد جرَّ الفصائل الفلسطينيّة كافّة إلى حضيض أوسلو. وعاد البيان وكرّر أنّ منظمة التحرير (بعد تعديل ميثاقها من قبل كلينتون) هي الممثّل «الشرعي والوحيد» للشعب الفلسطيني. لكن هذا كذب: يمثّل السنوار ورفاقه الشعب الفلسطيني أكثر من كلّ المجتمعين، ومن كل فصائل منظمة التحرير. الممثّل الشرعي الوحيد هو صيغة من تل أبيب وواشنطن لإقصاء الفصيل الأكثر شعبيّة. وخلصَ البيان إلى الاتفاق على جملة من «المهمات الملحّة» (أي، اليوم قبل الغد). اتفقوا على ضرورة «التصدّي للعدوان الإسرائيلي». وكلمة تصدّي فارغة لأنّ محمود عباس وفرقته العميلة في «فتح» جاهرت بمعارضتها للمقاومة المسلّحة (تماماً على طريقة فؤاد السنيورة). وترد كلمة مقاومة لكن في إطار سلمي لا عنفي إذ يقول البيان: «مقاومة ووقف وإفشال محاولات تهجير شعبنا». أي إنّ المقاومة العسكريّة منبوذة لكن المقاومة اللفظية البيانيّة واردة في وقف محاولات التهجير. أي إنّ عبّاس وعصابته لا يمانعون إلقاء قصيدة عصماء في معارضة التهجير. والبند الثالث يتحدّث عن «العمل على فكّ الحصار الهمجي». فكرة «قوة لبنان في ضعفه» نفسها باتت سائدة في الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة، أو في فرعها المنضوي في منظمة التحرير الفاسدة. كيف يتحقّق العمل على فكّ الحصار؟ أكثر تصريحات محمد إشتيّة في الحرب تعلّقت بتمويل عصابة أوسلو، كي يستمر الغرف من الفساد مقابل الحفاظ على جيش أمني رديف للجيش الاحتلالي. يريد مصطفى البرغوثي والجبهة الشعبيّة أن يتحالفوا مع هؤلاء الذين يفهمون المقاومة على أنّها تنسيق أمني مع العدوّ لقمع كل من تسوّله نفسه مقاومة إسرائيل؟ وفي بند آخر، اتفق الجميع على «إجبار جيش الاحتلال على الانسحاب من قطاع غزة». هذا منطق 14 آذار والثوار والتغيريّين في لبنان نفسه: يظنون أنّ الأمم المتحدة كفيلة بطرد جيش الاحتلال من الأراضي اللبنانيّة. لكن لم يكتف البيان بذلك، بل وعد بـ «دعم وإسناد الصمود البطولي لشعبنا المناضل ومقاومته في فلسطين».

0 تعليق

التعليقات