على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

صدور ثلاثيّة كمال خلف الطويل عن عبد الناصر وعن البعث مفيدٌ جداً. لم أقرأ الثلاثيّة بعد، لكنّ دراسة ظاهرة عبد الناصر لم تحظ باهتمام الدارسين، لا في الغرب ولا في الشرق. الأسباب معروفة. اسم عبد الناصر لا يزال مُزعجاً في دول الخليج والغرب بسبب ما أحدثه من إزعاج وقلق وأذى للرجعيّة. فئة المثقّفين والأكاديميّين مشغولة اليوم بدراسة ظواهر الشيوخ والأمراء والملوك. لا يزال التكسّب طاغياً. يتجرّأ ياسر عبد ربه (في سلسلة «الشرق الأوسط») على وصف عبد الناصر بالديكتاتوري. لم يفوّت عبد ربّه مناسبة إلا وأطرى فيها على مواقف السعوديّة، الشديدة الديموقراطيّة. صحف السعوديّة لا تزال تزخر بالتنديد بعبد الناصر، وخصوصاً من اللبنانيّين الذين يبرعون في التملّق والانحناء أكثر من غيرهم. أي إنّ الكتابة عن عبد الناصر لا تسعى إلى الربح المادي، على عكس الذين يكتبون عن الأمراء والشيوخ والملوك. وذمّ عبد الناصر موضة عند الأكاديميّين المصريّين. كمال خلف الطويل يعرف تجربة عبد الناصر وتعاطفه معها كسبب إضافي، لأنّه لم يتخصّص في الكتابة عن عبد الناصر إلا أعداؤه (هناك كتاب جديد لألكس رويل عنه والكتاب نقل للعداء الخليجي ضد عبد الناصر، وبشحّ من المعلومات والمعرفة). يسألني تلاميذي دوماً عن سير أكاديميّة بالإنكليزية عن عبد الناصر وأجدني لا أزال أحيلهم إلى كتاب روبرت ستيفنز من عام 1972. تجاهل عبد الناصر مقصود: كرهه كان سياسة خارجيّة رسميّة لكلّ دول الغرب، ما يسند سرديّة وطنيّة الرجل الذي لا تزال صوره تعلو جدراناً في دول غير عربيّة حول العالم. هناك عدد غير قليل من الدراسات الأكاديميّة عن البعث، وهناك سير لا عدّ لها عن صدّام حسين، لكنّ تجاهل عبد الناصر مقصود لأنّه كان فعّالاً في معاداته للغرب، ولأنّ شعبيّته لا تزال حصرمة في عيون المستشرقين والصهاينة في الغرب. أجد أنّ جيلاً جديداً من الأكاديميّين يعبّر عن اهتمام مستجدّ به، وقد يؤدّي هذا إلى إنتاج مرحّب به. عسى أن تصدر الثلاثيّة بالإنكليزيّة كي يستفيد منها الدارسون. سأعود إلى المجموعة حالما تصلني.

0 تعليق

التعليقات