عندما اندلعت هذه الحرب، اتفقت دول الخليج والغرب التي ترعى قوى يمينيّة انعزاليّة (الكتائب والقوات وبعض التيار والكتلة والأحرار وجماعة التغيير والثورة واليسار الحريري) على خطة لخطف الشيعة من قبضة الثنائي الشيعي. قالوا بأن هذه فرصة ذهبية لإبعاد الطائفة عن الحزب والحركة. وهذه أطول حرب خاضها (بعض) لبنان ضد إسرائيل. وتتضمّن الخطة الآتي: 1) الإصرار أمام تصدّي الحزب والحركة لإسرائيل على ضرورة حصر مهمة التصدّي للعدوان بالجيش، أي الطرف الوحيد الذي لم يطلق رصاصة واحدة ضد العدوّ، والذي لم يردّ على كل عمليّات القصف التي طالت مواقع للجيش. ولاحظ عبّاس الطفيلي على تويتر أنّ الجيش الذي كان يصدر بيانات تفصيليّة عن عمليّات العدوّ في 2006 نأى بنفسه عن إعلام الشعب بالعدوان. قيادة الجيش (تنفيذاً لأوامر أميركيّة) لا تريد لفت نظر الشعب إلى عدوان العدوّ ضده؟ قيادة الجيش تصدر بيانات عن إلقاء القبض على نشّالين أو عن تسرّب أشخاص عبر الحدود الشرقيّة أو الشمالية. غير ذلك، ليس هناك ما يريد الجيش أن يُعلمنا به. القوى الانعزالية تريد من الطرف الأقل اختصاصاً بصدّ العدوان أن يحتكر صدّ العدوان.
2) إقناع الشيعة في الجنوب بأنّ إسرائيل هي الضحيّة وأنّ الحزب هو المعتدي.
3) تخويف الشعب الذي لا يخاف من إسرائيل، التي باتت هي التي تخاف من أهل الجنوب.
4) ضخّ بروباغندا مكثّفة للدفاع عن إسرائيل بشتّى الطرق. والمحطات السعوديّة والإماراتية عملت بجدّ من أجل التهويل على أهل الجنوب وإظهار الدمار والتقليل من الأذى الذي تُلحقه المقاومة بالعدوّ.
5) إقناع شيعة الجنوب بأنّ مسار بشير الجميّل في التحالف مع إسرائيل هو الذي حمى لبنان، رغم قتل 20 ألف لبناني وفلسطيني في اجتياح 1982.
6) تصوير الثنائي الذي نال 100 في المئة من المقاعد البرلمانية الشيعيّة على أنّه غير ممثّل للشيعة، وأنّ المرشّح الشيعي الحريري الذي نال 300 صوت في هذه الدائرة أو ذلك الذي نال 149 صوتاً في تلك الدائرة هو الممثّل الشرعي والوحيد للشيعة، لأنّه مع المقاومة الموسيقيّة ضد إسرائيل.